التعدين العشوائي للذهب

الآلاف المنقبين عنه بالبلاد
التعدين العشوائي للذهب .. نعمة أم نقمة (الأخيرة)
** الذهب واحد من اكثر عشرة مصادرتلوث خطرة على صحة الإنسان في العالم
** المناجم المهجورة التى استخدمت فيها ملغمات الزئبق تترتب عليها مشاكل صحية وبيئية طويلة الأجل
** الجماعات الساكنة قرب مناجم الذهب العشوائية معرضين لخطر التسمم بالزئبق
** عمل الشركات الكبري يمكن السيطرة عليه لأنها تقيم مشروعها بعد إجراء دراسة تقييمية للآثر البيئي .

الخرطوم : نبوية سرالختم
مارس السودانيون منذ قديم الزمان مايعرف بالتعدين الأهلي ( البحث العشوائي عن المعادن ) وأمتاز معدن الذهب بالأفضلية على غيره من المعادن لقيمته المادية وسهوله تداوله .
ورغم الآثار الصحية والبيئية والأمنية والسياسية والإقتصادية الذي تركها هذا النوع من النشاط منذ قديم الزمان إلا أنه عاد وظهر بشكل كبير وبدعم من السلطات الحكومية في بعض الولايات  مع علمها المسبق بأن استخراج الذهب من الصخور محكوم بقوانين ولوائح تشرف عليها هيئة الأبحاث الجيولوجية بالدولة ولا يسمح للمواطن العادي العمل فيه لاسباب عدة منها طمسه للمعالم الجيولوجية في المنطقة المعينة .
مؤخراً بحثت وزارة المعادن في تحديات الظاهرة وحلولها ومن تلك التحديات : إنتشار مواقع تعدين الذهب العشوائي بالبلاد مما يصعب مراقبتها بجانب قلة وعى المعدنين بالفرق بين منح ترخيص لمزاولة التعدين وحقوق إستغلال الأرض العرفية بالريف، حيث يتمظهر الوضع الحالى كأنها منافسة بين الشركات والمواطنين على نفس المورد فضلاً عن تأرجح نجاح المواسم الزراعية بالريف السوداني وما يتبعه من إعسار مما يدفع أعداد كبيرة من المواطنين للبحث عن مصادر دخل غير تقليدية وذات عائد سريع في الوقت الذي يحجم فيه صغار المعدنين من البحث عن ترخيص قانونى يخولهم مزاولة العمل وإخفاء الناتج/ التهرب الضريبي/ عدم تقدير أهمية الترخيص
(الشاهد ) تفتح ملف التعدين العشوائي بالبلاد وتبحث عن الوجه الإيجابي والسلبي للظاهرة مع التنبية للمخاطر الصحية والبيئية والأمنية المترتبة عليه مستصحبة الدراسات التي قدمتها الوزارة المعنية بجانب رؤية مسئوليها في هذا الإطار .
** الذهب والعشوائية
في الحلقة السابقة ألقينا الضوء على ماهية التعدين العشوائي عن الذهب والأسباب المؤدية إلى إنتشاره والدور الذي يفترض أن تمارسه الجهات المسئولة لتنظيم هذا النشاط
فالذهب كما قلنا من المعادن النفيسة التي تمتاز بخصائص فريدة وهو من أقدم المعادن التي أستخدمها الإنسان ، يستخرج من باطن الأرض ولا يوجد على هيئة مركب بل مستقل إما على هيئة قطع صغيرة جدا أو قطع كبيرة مرئية وأحيانا كتل كبيرة ولكن غالبا تواجد الذهب يكون على شكل ميكرسكوبي متداخل مع جزيئات من السليكا
 ويتم التنقيب عنه بعدة طرق بدائية أو متقدمة تتمثل في سلسلة عمليات تشمل الحفر في أعماق الأرض وتكسير الصخور أو غربلة الرمال المحتوية على عنصر الذهب ثم استخلاصه وفصله منها.
وينتشر التعدين بالصورة  البدائية فى شرق البلاد بهضاب ووديان وجبال البحر الأحمر حتى نهر النيل وغربه في شمال كردفان ، بمنطقة جبيت وابير كاتيب و يوار وام نباردى والدويشات وابو صارى فى شرق وشمال السودان بجانب سودرى والأنقسنا وكبويتا بالغرب والجنوب
 وهنالك الآلاف من المغامرين والمنقبين عن الذهب فى نشاط تجارى غير مسبوق، بعيدا عن رقابة الدولة وجهات الاختصاص وبدون معرفة اضراره الصحية والبيئية ويعمل في هذا  النشاط مختلف الفئات العمرية من الأطفال (من الفاقد التربوي) والشباب والشيوخ من  مزارعين و موظفين وخريجي جامعات من مختلف مناطق السودان يأتون الي مواقع التنقيب في مجموعات تضم المجموعة الواحدة ما بين 6 إلى 14 شخص ترحل من المدن في عربتين وهي تحمل احتياجاتها كاملة من خيمة وعدد من براميل المياه والوقود، وأنبوبة غاز وبوتاجاز، ومؤونة من المواد الغذائية ، وبطاريات للإضاءة يصحبها خبير بالمنطقة وذلك حتى لا تتعرض المجموعة لمخاطر التوهان في الصحراء  و نقص المياه والأكل.
ومواقع التنقيب هذه بعضها قريب من نهر النيل وبعضها في الصحراء القاحلة حيث تنصب الخيام  وتعد  للإقامة و يمكثون بها لأسابيع وشهور متواصلة يعمل بنظام الورديات كل وردية مدتها ساعتين بواقع شخصين أحدهما يحمل الجهاز الخاص بكشف الذهب الموجود في باطن الأرض والآخر يقوم بحمل معدات وإستخدامها في الحفر بعد الإستدلال على موقع الذهب ويتم حفر آبار سطحية أو عميقة لاستخراج وجمع الصخور التي بها ذرات أو حبيبات أو خام الذهب وتطحن بطواحين محلية الصنع وتوضع كميات من مطحون الحجر على إناء واسع ثم يصب عليه  الماء مع تحريكه ليزال عنه الطين ويفرغ الماء ببطء وتكرر العملية حتى تتبقى بودرة الذهب مخلوطة ببعض الشوائب المعدنية الاخري مثل الحديد والنحاس والرصاص وما شابه ذلك .
 ثم توضع كميه مناسبة من الزئبق عليه ويحرك  جيدا حيث يلتصق  الزئبق بالذهب الموجود في الاناء تاركا بقية الشوائب . ثم يجمع الزئبق ويوضع على قطعة قماش تربط جيدا  ثم يضغط عليها بقوة باليد , حيث ينفذ الزئبق عبر مسام القماش الدقيقة تاركا خام الذهب على القماش .
 ثم تكرر العملية علي ما تبقي من المطحون وتجمع كمية الذهب المستخلصة وتوضع في إناء حديدي سميك ليتم صهرها.
** الزئبق أضرار صحية
في هذه الحلقة سنناقش الأضرار الصحية والبيئية المترتبة على هذا النشاط والناتجة عن عدم الوعي بها، ومن ثم الإجابة على سؤال: هل هذه التصاديق وما يتبعها من اتفاقات قادرة على الحد من تلك الأضرار؟
فقد أطلق معهد بلاكسميث ومنظمة الصليب الاخضر السويسرية اللذان يعملان على تنظيف التلوث الناجم عن الكوارث الصناعية والعسكرية تقريرا على موقع على الانترنت بإسم المواقع الأكثر تلوثا في العالم ووجد التقرير أن التنقيب عن الذهب هو واحد من اكثر عشرة مصادر لمخاطر التلوث على صحة الإنسان في العالم.
وأفاد التقرير بأن الزئبق الناتج عن التنقيب عن الذهب يمكن ان ينتهي في اسماك التونة التي نأكلها في النهاية وتسمم اطفالنا.
وعندما نمعن النظر في مصادر التلوث بالزئبق بسبب تعدين الذهب العشوائي، نرى أن هناك في الواقع مصدرين للتلوث، هما: المصدر الثابت حيث يُستخدم الزئبق لتكوين ملغم، بمعنى آخر استخدام الزئبق لتحرير حبيبات الذهب من ركاز الاودية او مطحون صخور الكوارتز، وهى طريقة سائدة ومعروفة منذ القدم، ولهذه الطريقة آثار سالبة على البيئة حسب تصنيف الصحة العالمية، لأنها تتسبب فى انتشار الزئبق فى شكل أبخرة لمسافات طويلة حسب اتجاه الرياح، مما يعنى انتشاره فى رقعة كبيرة جدا، كما يُوزع في البيئة على شكل مخلفات، وتتوفر في ذات الوقت جميع الظروف التي تحمل رجلا أو امرأة، وفي الكثير من الحالات، أو طفلا، على أن يجثو على ركبتيه في أحد الجداول وهو يلمس الزئبق بيديه أو يستنشقه أثناء عملية فصل الذهب عن الملغم (بالتسخين)داخل منزله أو مباشرة أثناء هبوب الرياح عليه في محل وقوفه .
ومن مخاطر الزئبق الصحية والبيئية، أنه يتم امتصاصه بواسطة التربة والانسان والحيوان والغطاء النباتى كمركبات عضوية تسمى ميثيل الزئبق الذى يوضح مضاره ملخص اجتماع حول المعادن الثقيلة على هامش مؤتمر الصحة والمشاغل البيئية المرتبطة بالمعادن الثقيلة الذى عقد بسويسرا نهاية عام 2006م، الذى يقول: إن المناجم المهجورة التى استخدمت فيها ملغمات الزئبق تترتب عليها مشاكل بيئية طويلة الأجل، كما يمثل تحول مركبات الزئبق غير العضوية والمستقرة نسبيا إلى مركبات زئبق عضوية تؤثر في أجسام الكائنات الحية، من قبيل مثيل الزئبق، خطرا محدقا يحوم حول هذه المناجم .
ويعترف مجلس البحوث الوطني ووكالة حماية البيئة بسرعة تأثر الجهاز العصبي في طور النمو تأثرا استثنائيا بالتبعات التي يخلفها التعرض لمثيل الزئبق، لاسيما تأثر الأجنة والولدان بوصفهم السكان الفرعيين الأكثر حساسية لذلك، فقد أوصى المجلس والوكالة في الآونة الأخيرة باتباع مبادئ توجيهية بشأن أخذ جرعة مرجعية (RfD) قدرها 0.1 ug/kgbw / في اليوم للأمهات والأجنة كأزواج، وتهدف هذه المبادئ إلى حماية الأطفال من حالات التأخير والعجز التي تصيب جهازهم العصبي في مراحل النمو الثانوية، نتيجة التعرض لمثيل الزئبق عند تكوينهم في أرحام أمهاتهم
وتقارن دراسة يجريها الطرفان المخاطر الصحية المحتملة ذات المستوى المنخفض الناجمة عن التعرض بشكل مزمن لمركبات الزئبق الرباعية ومثيل الزئبق، لدى جماعات تسكن بالقرب من منجم كان يُستخدم سابقا، وفريق تجريبي يتعرض للزئبق بأدنى حد أو بمستوى محدود
وأثبتت الدراسة أن معظم الجماعات الساكنة بالقرب من مناجم مهجورة، ولربما معظم السكان بشكل عام، هم من المعرضين لخطر التسمم بالزئبق، وخصوصا السكان الذين ينطوي نظامهم الغذائي على استهلاك المنتجات البحرية / المائية، بجانب الاستنشاق المباشر للجسيمات/ الغبار الحاوي على الزئبق وابتلاع الزئبق بواسطة وضع اليد في الفم ، وهي حركة منتشرة فيما بين الأطفال .
**مخاطر وسيطرة محدودة
وبرغم أن السودان يعد إحدى الدول الست المستهدفة منذ عام 2002م من المشروع العالمي المعني بالزئبق لرفع مستوى الوعي على الصعيد الدولي بشأن خطر التلوث بالزئبق بفعل تعدين الذهب العشوائي والذى يعد ثاني أكبر مصدر ثابت للتلوث بالزئبق في العالم .
إلا أن السودان باعتباره واحدة من تلك الدول يعانى داخلياً من مشكلة الوعى بمخاطر هذه المادة، فمازال الحديث الذى يحوم حول التعدين العشوائي يتلخص فى عدم حصول أولئك الأفراد والجهات التى تعمل فى هذا النوع من النشاط، على التصاديق من الجهات المختصة الذي يقتضى شروعها فى هذا النشاط .
فإذا أخذنا المخاطر  التي ينطوي عليها التعدين العشوائي بإستخدام الزئبق نجد أن محاولة السلطات المختصة السيطرة على هذا النوع من النشاط رغم فوائده الإقتصادية على مستوى الأفراد والدولة يحمل جانباً من الصحة فالشركات الكبري التي تعمل في المجال يمكن السيطرة على أنشطتها ولايمكن لها أن تقيم أى مشروع قبل إجراء دراسة تقييمية للآثر البيئي ويشترط عليها بعد ذلك عمل التحوطات اللازمة دون تلوث البيئة وحتى نتبين هذا الإختلاف بين التجربتين يمكن أن نشير إلي تجربة شركة أرياب التي تعمل في حقول شرق السودان كنوع من التعدين المنظم لنتبين أوجه الإختلاف .
فهذه الشركة لها جسم متخصص في مجال حماية البيئة وتحقيق السلامة المهنية للعاملين ويعمل هذا الجسم وفق معايير عالمية في المحافظة علي البيئة والسلامة ولاتستخدم مادة الزئبق نهائياً لحرمتها دوليا لكنه يستخدم محلول سيانيد الصوديم المخفف لإستخلاص الذهب والذي لم يستخدم في السودان الا فى الفتره 1940 -1953بواسطة شركة بشوب وشركة ماينكس البريطانية بجبيت المعادن فى الفترة ما بين 1987 الى 1990وفى العهد الحديث (من عام 2000م)  تم وضع لوائح وقوانين تحكم قيام المشاريع الاستثماريه التعدينيه بواسطة الجهات المعنيه من الدوله كوزارة الطاقه والتعدين ممثلة فى الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجيه والوزارة  المشرفة على الاستثمار ووزارة البيئه والتنمية العمرانية  مما توجب أخضاع الشركات العامله بوضع دراسه وتقييم للاثر البيئى ما قبل واثناء وبعد قيام المشاريع. وتعتبر هذه المادة الأكثر والاوسع انتشارا لدى الشركات الكبرى فى العالم لأنها تتناسب مع طبيعه الخامات الناعمه جدا حيث لا يمكن استخلاصها الا بالطرق الكيميائيه التي يتم إستخدامها بتحكم شديد ورقابة لصيقة من إدارة المنجم حيث يتم عزل المادة بعد الإنتهاء من إستخلاص الذهب في احواض خاصة مبطنة تعوق تسريبها إلى الأرض وتترك لفترة معينة ويزول أثرها تدريجياً بتأكسدها مع الهواء وتصبح المياه بعدها صالحة لإستخدامات أخرى وهذه الأحواض عليها حراسة مشددة تحول دون حدوث أى أضرار لحيوان أو إنسان أوالطيور .
** الحل بالتنظيم
وشرح إستخدام هذه الطريقة رئيس قسم السلامة والبيئة والتدريب بشركة ارياب بروفيسور كريم الدين زين العابدين في تصريح صحافي سابق قائلاً : يتم تكويم الخامات المطحونه بالسيور الناقله  فى احواض تم اعدادها مسبقا  بعد تبطينها بطبقتين من البلاستيك المقوى وبميل درجتين لمنع تسريب المياه التى تحمل معدن الذهب كمحلول كيميائى و لمنع حدوث أى  تلوث فى المياه السطحيه او الجوفيه و من ثم التربه و الغطاء النباتى  ويتم تجميع هذه المحاليل الغنيه بالذهب ليتم تركيز الذهب عن طريقه امتصاصه بواسطه فحم جوز الهند المنشط  و من ثم فصل المعدن بطريقه الفصل الكهربائى الايونى و من ثم صهره باضافه مواد صهاره ليكون الناتج سبائك ذهبيه ذات نقاوة عاليه .
ويرى كريم الدين أنه : يتم عمل دراسات وتحوطات  لسلامه البيئه قبل بدء المعالجه وهذا يتضح من ان جميع الاحواض و القنوات الناقله يتم تبطينها لمنع اى تسريب للمواد كيميائيه لأنها كذلك حاوية للذهب أس العمليه  حيث يتم خلط سيانيد الصوديوم المخفف عن طريق اجهزه خلط خاصه تحت اشراف كادر متدرب و مؤهل .
ويضيف قائلاً أن ماده سيانيد الصوديوم المستعمله  كمعالج للذهب لها صفات خاصه و منها تحللها  الى عناصرها  الأوليه عند تعرضها لاشعه الشمس والهواء والمناخ الجاف وعند تسربها فى تكويم الخام او التربة فأنها تتحلل بواسطه الباكتيريا و التأكسد بالأحياء الدقيقة الى نترات الأمونيوم  وهى ماده سماديه نافعه كما ان الاخطار البيئيه يمكن التحكم فيها بحسن التخطيط والتصميم الهندسى والمتابعه.
ويؤكد كريم الدين أن جميع الأنشطة في موقعه تخضع للرقابة من قبل الأجهزة الرسمية سواء الاتحادية متمثلة فى وزارة البيئة والتنمية العمرانية وكذلك الادارة العامة للبيئة والسلامة بوزارة الطاقة والتعدين أواللجان أو الهيئات الولائية المختصة بسلامة البيئة بولاية البحر الأحمر ولهذه الاجهزة كما قال : الحق فى متابعة تنفيذ اللوائح والقوانين التى  تتوافق مع أنشطة التعدين حتى تضمن سلامة البيئة العامة ويشير إلى ان الشركة بطبيعة تكوينها الوطنى والأجنبى يقوم اختصاصيون سودانيون واجانب لتقييم الأثر البيئى بصورة دورية وروتينية متشددة تراعى كل الموجود فى البيئة  بالاضافة لأن الشريك الأجنبى ايضا يخضع لرقابة من شركات وأجهزة عالمية تؤثرعلى مستقبل سمعته واستثماراته الخارجية متعلقة فى الشركة الكبيره فى بلده الأم واخيراً يرى أنه فوق ذلك فإن لشركته ألتزامات أخلاقية وانسانية وطنية فى المقام الاول نحو تنمية المنطقة وخطط علمية لدرء الأثار السالبة و التى قد تنشأ من عمليات التعدين..








تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضحايا الإتجار بالبشر من لهم إسماعيل وأسرته ... أكثر من 17 عاماً في سجن الكفيل(3-3)

مسلسل إغتيال الأراضي الزراعية بولاية الخرطوم

السودان ... العنف الجنسي يتخلل اكبر عملية نزوح على مستوى العالم