أم الفيض عبدالله .. ضحايا بين الطلقات والحريق
أم الفيض عبدالله
ضحايا بين الطلقات والحريق
** الغارة على (تقوي) حصدت خلال ثمان ساعات (46) مابين قتيل وجريح
** إعتداءات برصاص وحريق تجلي مواطنين احياء جبرونا حتى القلعة
** تقديرات الخسائر وصلت إلى بـ (976313) جنيه للمحاصيل و(379685) جنية
لمكتسبات أخرى و (386585) جنيه مصوغات ذهبية
** بلغ القتلى من أفراد القبيلة حتى بداية 2011 إلى (9) أشخاص آخرهم عمدة
القبيلة
** عدم الإستعداد لقبض الجناة وحسم كافة التعديات من قبل السلطات كان
السبب
الخرطوم : الرشاد : نبوية سرالختم
شهدت منطقة أم الفيض عبدالله بمحلية الرشاد بولاية جنوب كردفان يوم
الأربعاء الموافق 13 من هذا الشهر أحداث
مأساوية بين قبيلتي تقوى ودارفايد والسلامات راح ضحيتها من قبيلة تقوي حوالي (24)
فرد منهم 5 نساء بجانب (22 ) جريح منهم (11) إمرأة متأثرين جميعاً (موتى و جرحى) بطلقات نارية أو
بحريق .
وتعود قصة الاحداث حسب بيان صادر عن قبيلة تقوي (المعتدى عليها) بتاريخ
17أبريل 2011 أن إعتداءات قبيلتي السلامات ودار فايد ( إحدى بطون قبيلة الحوازمة
الوافدة للمنطقة ) على قبيلة تقوي ظلت مستمرة منذ ثمانيانات القرن الماضي حيث قامت
قبيلة دار فايد بالإعتداء على قافلة ثقافية وصحية لرابطة أبناء المنطقة القادمة من
الخرطوم وتوالت الأحداث وتطورت إلى إغتيالات بدءً من النور عمر وإنتهاء بإغتيال
عمدة القبيلة عبدالكريم يعقوب بداخل منزلة بتاريخ 14يناير 2011 حيث أشارت أصابع
الإتهام إلى أفراد من قبيلة السلامات وتم القبض عليهم ويشير البيان إلى أنهم
تعاملوا بالحدث بمذيد من ضبط النفس ولم يتعاملوا بردة الفعل مماثل وبينما هم
يترقبون سير الإجراءات تجاه من إغتالوا العمدة فإذا بشخص آخر من القبيلة ذاتها
يقوم يالإعتداء على إمرأة من القبيلة داخل مزرعتها وبعد فتح بلاغ في مواجهته قبض
عليه وتم إطلاق سراحه ليقوم هو نفسه وبصحبة مجموعة من شباب قبيلته بالإعتداء على
خمس نساء اخريات وهن يحتطبن مما تسبب لهن بالأذى الجسيم ويشير البيان إلى أنه قبل
يوم حادث الأربعاء المروع بيومين خرجت ميليشات من دار فايد والسلامات بالزي
العسكري مدججين بالسلاح في إستعراض وإظهار للقوى أمام مباني السلطات ومن ثم تحركوا
إلى أحياء جبرونا والقلعة والعد الأزرق وهي مسرح الأحداث وفي الليلة التي سبقت
الأحداث تم نصب كمين لخمسة أفراد والإعتداء على أحد أفراد القبيلة وإصابته بطلقات
نارية وفي صبيحة الأربعاء الماوفق 13 أبريل 2011 وفي تمام الساعة الثامنة والنصف
صباحاً كانت هنالك عربة تحمل مواطنين من الفيض أم عبدالله في طريقهم لحضور تدشين
حملة مرشح الحركة الشعبية لمنصب الوالي وفي وسط حي بانت الذي يقطنه دار فايد قاموا
بإطلاق وابل من الرصاص على العربة ولم يصب أي من ركابها بسوء وبعد إطلاق الرصاص ذهب
أحد أفراد القبيلة ويتبع للشرطة الامنية ويدعى هارون إدريس محمد إلى مكان الحادث
مستفسراً عن أسباب إطلاق النار وحاول الحديث مع المعتدين وكان ردهم عليه بالرصاص
مطلقين عليه النار وفي الحال قامت المليشيات بالهجوم على أحياء جبرونا والعد الأزرق والقلعة التي تقع جنوب شرق حي بانت
مستخدمين البنادق والرشاشات حيث مارسوا أبشع أنواع الجرائم وقاموا بحرق جميع
المنازل وما بداخلها وصبوا وابل من الرصاص على الأحياء وحرق بعض الأشخاص وهم داخل
منازلهم وأستمر الهجوم في ظل مقاومة أهل القبيلة لثمانية ساعات رغم وجود قوات
نظامية بالمنطقة ويوجه البيان إتهامات للحكومة بمشاركتها في الأحداث من خلال
تسليحها للقبائل ...
الشاهد إتصلت بوكيل الأمير ويدعى محمد بابكر وأستفسرته عن الأحداث وكانت
إفاداته متفقة تماماً مع ماجاء به نص البيان وأضاف إلى ذلك شرحاً للمنطقة يبين جزور
الصراع يقول بابكر : أن قبيلة تقوي تتبع تاريخياً لمملكة تقلي الإسلامية ومثل بعض
أفراد القبيلة إبان الثورة المهدية قيادات في جيش المهدي ويشير إلى أن القبيلة
تسكن في منطقة متوارثة من زمن بعيد لديها حدود إدارية مع قبيلة تكن في جبل الجواد
وخور أبوكشولة بجانب حدود مع قبيلة الكواليب في خور أبوقنا ومن الغرب والجنوب
قبائل النوبة ويشير إلى انهم يعيشون مع هذه القبائل في إنصهار تام حتى أصبحوا
مثل الجسد الواحد ويذهب إلى أن هنالك
قبائل غير مستقرة ( رحل ) جاءت في زمن قريب منها قبيلة دار فايد وهي من فروع قبيلة
الحوازمة منح المك آدم وكالة لجد قبيلة الحوازمة ويدعى النور أصبحت بموجبها
القبيلة تابعة للمك آدم وكانوا يدفعون بموجبها جزية في شكل ثور من كل مراحل يحل
بالمنطقة لكن في عهد المك حمدان رفعت عنهم الجزية كونهم مسلمين وإذداد توافدهم
للمنطقة بعد ذلك ويذهب إلى أنه ومن الثمانيات أصبحت تظهر أثار إعتداءات وقتل واضحة
من هذه القبيلة تجاه القبائل الموجودة بالمنطقة فأول إعتداء حدث منهم تجاه قافلة
طلابية جاءت من بعدها إعتداءات على زراعة المواطنين بجانب قتلهم فأول قتيل كان من
قبيلة البرقو ويدعى عبدالحليم حسن وبدؤا
بعد ذلك في الإعتداء على الزراعة بإتلافها وبدأ القتل في قبيلة تقوي منذ عام 2003
حتى بلغ عدد القتلى في 2011 حوالي (9) قتلى وتم تقييد كل بلاغاتها لدى الشرطة
ويذهب إلى أن الدولة لم تكن مستعدة لقبض الجناة وحسم كافة تلك الموافق حتى كان
مطلع العام 2011 ومقتل العمدة عبدالكريم في منزله ومن بعدها بدأت الجرائم في
التوسع بقطع الطريق والإغتصاب والإعتداء بالضرب على النساء .
وحسب مستندات تحصلت عليها الشاهد من أمير إمارة تقوي معنوناً بـ ( تقرير أمني لوالي الولاية يعزي فيه الأسباب التي أدت
للحادث إلى : عدم تجير أسر الجناة بجانب الإعتداء على النساء بالجناين وعدم قبض
المجرمين المعتدين بجانب إطلاق سراح المبلغ عنهم وتهجير المواطنين من احياء جبرونا
حتى القلعة ثم حرق ممتلكاتهم ونهبها والبهائم ويذهب الأمير إلى القول انه إذا ذهبت
الاحوال إلى أسوأ مما جرت فإنهم سيفقدون الثقة تماماً في الحكومة .
ويؤكد على خطاب الأمير خطاب آخر لمعتمد محلية رشاد من أولياء دم عمدة
القبيلة المقتول وعدد من أعيان المنطقة مستفسرين عن سير الإجراءات تجاه الجناة
مشيرين إلى أن تهجير أسر المدانين تعتبر ضرورة لطمأنة أهل الدم والمواطنين مطالبين
بضرورة زيادة القوة الأمنية لتأمين المنطقة ولبسط هيبة الدولة .
تحصلت ( الشاهد ) على قرار والي جنوب كردفان رقم (20) لسنة 2011 القاضي
بتشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث بمحلية رشاد وشكلت لجنة وفق القرار من وكيل
النيابة الأعلى ورئاسة شرطة الولاية
والقوات المدمجة وجهاز الامن والمخابرات والمستشار القانوني للفرقة (14)
ورصدت مستندات أخرى تكلفة المباني الثابتة والمؤقتة لأحياء جبرونة وكابوس
والقلعة وتقدر بـ (976313) جنيه وتقديرات المحاصيل ومكتسبات مختلفة بـ (379685)
جنية والمصوغات الذهبية بـ (386585) جنيه
** من المحرر :
إهتمت العديد من الدراسات الحديثة بتفسير السلوك العدواني ومحاولة معرفة
أسبابه وداوفعه وطرق ضبطه والتحكم فيه واكدت معظم هذه الدراسات التي تضمنت المنحى
المعرفي أن هنالك أدلة قوية تؤكد ان وراء كل تصرف إنفعالي بالغضب او العدوان بناءً
ونمطاً من التصورات والمعتقدات الفكرية الخاطئة التي يتبناها الفرد عن الحياة
ومشكلاتها
ويسلم أيضاً العلاج النفسي السلوكي المعاصر بأن كثيراً من الإستجابات
الوجدانية والسلوكية والإضطرابات تعتمد إلى حد بعيد على وجود معتقدات فكرية خاطئة
يبنيها الفرد عن نفسه وعن العالم المحيط به
فالعدوان يقصد به كل نشاط يترتب عليه إلحاق أذى بدني او مادي أونفسي
للشخص صاحب السلوك نفسه او الآخرين .
تعليقات
إرسال تعليق