البيع العشوائي للبن



البيع العشوائي للبن
مضافات ضارة لإطالة عمره ... من المسئول ؟؟
الخرطوم : نبوية سرالختم
تعتبر ولاية الخرطوم والتى يبلغ عدد سكانها حسب التعداد الأخير 5.5 مليون نسمة أكبر سوق لإستهلاك الألبان الا أن معظم ماتستهلكه الولاية يأتي من مزارع لازالت تعمل بأساليب بدائية في الإنتاج والتسويق تذيد من فرص تلوث هذه الألبان قبل أن تصل إلى المستهلك فهذه الأساليب تتمثل في أن 99% من تلك المزارع تستخدم وسيلة الحلب اليدوي الذي يفتقر فيها " الحلابين " لأبسط قواعد النظافة خاصة نظافة الأيدي والضرع قبل الحلب وغالباً مايتساقط غبار الحظيرة على الأواني المستخدمة في الحلب ومابين المنتج والمستهلك هنالك عدة وسطاء منهم تجار الجملة وتجار القطاعي وتجار التجزئة فالتسويق هنا يعتمد على أسلوب تقليدي واحد لم يتغير حيث ينقل اللبن قبل تبريده بالحمير والبكاسي إلى داخل الأحياء ليباع خام ويرجح أن هذه السلعة في طريقها للمستهلك يضاف لها بعض المضافات الضارة مثل البنسلين والفورمالين والمالثيون لضمان بقائها اطول فترة ممكنة دون تكوين حموضة بإيقاف مفعول البكتريا كما قد يضاف الماء الذي قد يكون من مصدر ملوث لذيادة كميته .
النقطة الأخيرة الخاصة بالمضافات ربما كانت هي الأكثر إثارة من غيرها فالتلوث في مراحل الإنتاج مقدور عليه بتشديد الرقابة على المزارع وفرض شروط معينة تضمن سلامة الإنتاج لكن المشكلة الأكبر والأكثر ضرراً تلك المضافات والتى تتم على درجة من السرية وتكون بواسطة أشخاص لايعرفون مخاطرها فحدود معرفتهم لاتتجاوز أن هذه المضافات تحول دون خسارة اللبن بالمساعدة على حفظه لمدة أطول دون تغيير الأمر الذي يجعلنا نحقق في الظاهرة لنكشف أبعادها والمخاطر المنطوية عليها بالإجابة على أسئلة تتعلق بهل تتم فعلاً هذه الإضافات؟ وماهي مخاطرها إن كانت موجودة ؟ودور الجهات المسئولة عن حماية المستهلك من تلك الأضرار ؟
قبل اي شئ لابد من معرفة المخاطر الحقيقية لتلك المضافات على صحة الإنسان والتى إستفسرت " الصحافة " عنها الصيدلاني دكتور صلاح محمد على والذي قال : مادة الفورملين مادة شديدة السمية ومسرطنة وتؤدي إلى إحداث تقرحات في الجهاز الهضمي كما تؤثر على ميكروفلورا الإمعاء مما يعطل عملية الهضم في الإنسان وتسبب كذلك تليف الكبد والفشل الكلوي المزمن أما عن الملاثيون فيقول : انه لايقل سميه عن الفورملين وهو من المواد المسرطنة كما قررت بذلك الوكالة الدولية لأبحاث السرطان وعن أعراضه الصحية يقول : المغص البطني والتقيو والإسهال وعدم وضوح الرؤية والتعرق والإفراط في إفرازات الشعب الهوائية وعدم إنتظام دقات القلب وضعف وإرتعاش في العضلات ويرى ان أعراضه تظهر من بضع دقائق إلى بضع ساعات من التعرض ويشير إلى أن النتائج المزمنة للتعرض له تتمثل في ضعف الذاكرة وفشل الجهاز التنفسي والإكتئاب بجانب السرطان .
علمت الصحافة من مصدرمطلع : أن وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بالولاية كانت قد جمعت عينات فى وقت سابق من مصادر مختلفة للتحقق من وجود مضافات " لم يفصح عن نوعيتها "  تم التوصل إلى ان 97 % من إجمالى العينات خالي من المضافات ورغم مساعي " الصحافة " للجلوس مع المسئولين عن ضبط الجودة بتلك الوزارة الا انه لم يحالفها الحظ حتى تتحصل على المذيد من المعلومات عن هذه النقطة .
وبما أن النسبة في هذه العينة لم تكتمل 100% إذا أخذنا بها كشاهد في هذا الجانب فإن الـ 3% تذيد من فرص ضرورة إثبات فرضية وجود مضافات ضارة في تلك الألبان المتداولة بصورة تقليدية  .
فخديجة إحدي مستهلكات هذه السلعة بالولاية لها أراءها الخاصة حولها فهي ممن لايفضلون تناول اللبن المجفف لفوائد تراها في اللبن الطازج بجانب أنها ممن يقولون بأنه الأضمن لكن تجربتها الأخيرة هزت ثقتها نوعاً ما في هذا النوع من الألبان .. يمكن أن نتطرق لهذه التجربة على لسانها فقد ذكرت أنها كالعادة قامت بشراء اللبن من صاحب الكارو وعندما توجهت صوب الثلاجة لتحفظه لحين إستخدامه قطع ماهي عليه صوت اختها تخبرها بوفاه خالتها والتى تسكن في حي مجاور ومن شدة صدمتها لم تنتبه للبن ووضعته في أعلى الثلاجة وأضطرت ان تبيت خارج المنزل وتذكرت عند عودتها في اليوم الثاني انها لم تقوم بإدخاله في الثلاجة وعندما توجهت صوب المكان الذي وضعته فيه وهو أعلى الثلاجة وجدت اللبن كما تركته بالأمس وما أثار إستغرابها أكثر أنها عندما وضعته على النار أخذ في الغليان دون أن يفسد .
الصحافة حاولت معرفة حقيقة الأمر من تجار التجزئة أنفسهم والتقت بإثنين منهم أنكروا معرفتهم بهذا الأمر مشيرين إلى أنهم يستلمونه من تجار الجملة بعد تجميعه مؤكدين حرصهم على صحة زبائنهم وأعترض أحدهم على ماذكرت  من معلومات قائلاً : انه واولاده يشربون من ذات اللبن الذي يقدمه لزبائنه وحتى يؤكد صحة دعواه قام بشرب جرعة منه وأومأ رفيقه براسه في إشاره لاتفاقه معه في الرأى بيد أنهما أجمعا في نهاية حديثهما على أنهم كثيراً مايسمعون بهذا الأمر لكن لايعرفون ما إذا كان صحيحاً أم لا .
برغم ما قدمه تاجرا التجزئة من دفوعات تنكر صلتهم بهذه الإضافات الا أن رئيس وحدة الالبان بغرفة الزراعة والثروة الحيوانية محمد عدلان لم ينكر وجود مثل هذه الممارسات لكنه رجح أن غالبها يتم في الألبان التى تدخل العاصمة من المناطق النائية مشيراً إلى ضرورة تدخل السلطات بالولاية حفاظاً على صحة المواطنين وحماية المنتجين مما ينسب إليهم وإلى منتجاتهم بالمساعدة في عمل مصنع بستره , ومحمد عدلان هذا بجانب منصبه كرئيس لوحدة الألبان لديه مزرعة بمدينة طيبة بها عدد مقدر من الأبقار تنتج مالايقل عن 2 ألف رطل في اليوم يضاف لها إنتاج مالايقل عن 5 ألف بقرة تضمها المزارع المجاورة تنتج الواحدة منها مالايق عن 20 رطل في اليوم يقول محمد عدلان : ماتحدثتى عنه غالباً مايحدث للالبان التى تقطع مسافات طويلة تصل إلى 100 كيلو متر وتكون معبأة في براميل بلاستيك وتفادياً لفساد اللبن بفعل طول المسافة وإرتفاع درجة الحرارة يلجأ البعض إلى مضافات حتى يتم حفظ اللبن لأطول فترة ممكنة ومايؤكد ذلك ان كل ظروف فساد اللبن متوفره منها أن أواني الحلب في الغالب تكون ملوثة بجانب عوامل اخرى منها طريقة التوزيع والمسافة التى يقطعها والمعروف ان اللبن سلعة حساسة " زمان حبوباتنا يخجو اللبن بيفصل اليوم ماسمعنا لينا لبن فصل " واكد انهم في مزارع طيبة حريصون على صحة المستهلكين فهذه السلعة كما قال يستخدمها كل الناس وفيهم الاطفال فلايمكن كما قال ان يؤذوهم وان كان بجهل لكنه لايستبعد ان يكون ذلك مستخدماً لدى أخرين مثل إستخدام برومات البوتاسيوم في الخبز .
ويذهب عدلان إلى أنهم كثيراً ماطرحوا للمسئولين بالولاية حلولاً لتفادي المشاكل المصاحبة لإنتاج وتسويق الألبان بالمساعدة في إنشاء مصنع بسترة على ان يساهم المستفدين من أصحاب المزارع والمسوقين في تكاليف إنشائه ويرى انه لم تحدث إستجابة حتى الآن وعندما سألته عن دور الغرفة الزراعية رد قائلاً : " انا عضو في الغرفة الزراعية ورئيس وحدة الألبان لكن بدون أى مهام " واضاف : " لو الدولة راعت للمواطن بتكفي نفسها وتكفيه حاجات كتيرة والمشكلة اكبر من الغرفة الزراعية ومننا نحن كمنتجين لهذا لابد من تدخل الدولة عشان تقوم مصانع بسترة في كل أطراف الولاية بمساهمة من المستفيدين ويمكن أنو تتكرر تجربة ديوان الزكاة في مدينة الأبيض ".
ربما يتفق عدلان نوعاً ما مع ماطرحته مؤخراً وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بالولاية بالتعاون مع إتحاد اصحاب العمل في ندوتها النوعية عن أثر تقانات الإيواء والحلب الآلي والتبريد في تطوير إنتاج وحصاد الألبان بالولاية وقدمت عدد من الأوراق العلمية منها ورقة عن إقتصاديات تحديث قطاع الألبان قدمها دكتور صلاح محمد العوض شرحت بإستفاضه ماطرحه عدلان مرفقة معه جدوى التحديث
لكن تظل مشكلة المضافات قائمة حتى يتم تنفيذ مخرجات هذه الندوة لماتمثله من ضمان في هذا الجانب ونحن في إطار بحثنا عن دور الجهات المسئولة عن حماية المستهلك من تلك الأضرار المحتملة حال ثبوت إستخدام تلك المضافات إلتقينا برئيس اللجنة الفنية لمواصفات الألبان بالهيئة القومية للمواصفات والمقاييس , مدير مركز أبحاث الحيوان بروفيسور حسين أبو عيسى والذي تحدث بإستفاضة حول الموضوع بحكم تخصصه , يقول أبوعيسى : يعد اللبن من أكثر المواد التى تحوى مواد غذائية عالية بالنسبة للإنسان سواء كان طفل أوبالغ أوشيخ لما يحويه من عناصر غذائية مهمة فأى تقصير أو إهمال يؤدى إلى تلويث هذا العنصر الهام بالبكتريا التى من الممكن أن تسبب الكثير من الأمراض لهذا كما قال فإنه لابد وان يكون هنالك حرص من اولى مراحل الإنتاج في المزرعة والتى تتضمن نوعية العلف مروراً برعاية الحيوان نفسه وطريقة الحلب " حصاد اللبن " ويذهب إلى ضرورة أن يكون الإناء المستخدم في الحلب والتوزيع نظيفاً وكذلك الشخص المستخدم في الحالتين ويرى ان اللبن يعتبر موطن لتكاثر البكتريا بجانب ان لديه مقدرة عالية على إمتصاص الروائح الغريبة ويضيف : مثلاً أهلنا في الجزيرة يتركون الحيوانات ترعى في نهاية موسم القطن والبصل مما يظهر طعمه في اللبن وفيما يخص إحتمالية تلوث اللبن بالبكتريا فيقول ان الطقس السوداني إستوائي مداري يتسم بالحرارة المرتفعة التى تشجع على نمو البكتريا ويرى انه في التوزيع التقليدي للبن عن طريق البكاسي والحمير يكون اللبن خام وغير معقم مما يساعد على نمو البكتريا فاللبن كماقال يحتوى على نوع من السكريات يسمى اللاكتوز وهنالك نوع من البكتريا تحول هذا اللبن إلى حامض اللاكتيك ولهذا الحامض رائحة مميزه مثل رائحة الخل وهو لايتحمل درجة الحرارة وهنا عندما يتعرض اللبن لأى درجه حرارة يتجبن ويرى ان هذه الحالة يمكن تفاديها بمايسمي بالبسترة وعن هذه العملية يقول : يسخن اللبن لدرجة حرارة معينة لاتصل إلى درجة الغليان وتكون بين 65 إلى 70 درجة مئوية لفترة عشرة ثواني ويتم تبريده بعد ذلك بصورة فجائية فالبكتريا التى لم تموت بدرجة الحرارة تموت بالصدمة نتيجة للتغيير الفجائي في درجة الحرارة ويذهب إلى ان توصيل اللبن لدرجة الغليان رغم انه يقتل البكتريا لكنه يعمل على تكسير عدد من الفيتامينات بجانب عنصر النمو التى لاتتحمل درجة الحرارة العالية ونحن كمختصين نشجع على اللبن المبستر الذي يحافظ على هذه الأشياء ويذهب إلى ان عملية البسترة يمكن ان يقوم بها الشخص في المنزل ويذهب إلى شرح الكيفية قائلاً : عند إجراء عملية البسترة يجب أن لايوضع إناء اللبن بصورة مباشرة على النار لكن يجب ان يوضع إناء به ماء ويترك ليغلى وبعد ان تصل درجة حرارته إلى أكثر من 70 درجة يوضع داخل الماء المغلي إناء اللبن المراد بسترته لمدة 20 إلى 25 دقيقة ولو كان هنالك مقياس لدرجة الحرارة يتم إنزال اللبن على ان تكون درجة حرارته قد وصلت إلى أقل من 70 درجة وبهذا كما قال نكون قد بسترنا اللبن وحافظنا على قيمته الغذائية وتخلصنا من البكتريا .
عن حالات الغش في اللبن والمضافات يرى ان آخر مسح قاموا به قبل شهر في المزارع تبين لهم بأن الإضافات لاتتم داخل المزارع وإنما في حلقات التوزيع والتى تكون كماقال طويلة تشجع على وجود بعض الثغرات ويشير إلى انهم أذوا 300 عينه لم يجدوا فيها الفورمالين أو المالثيون فالأول كما قال له مذاق حار ورائحة نفاذه ويذهب إلى أنهم وجدوا من بين العينات التى أخذت 7 منها تحوى مادة البنسلين بجانب عدد من العينات إضيف بها الماء والذي كما قال قد يؤخذ من مصدر قد يكون ملوث ببكتريا ممرضة للإنسان ويذهب إلى أن نسبة الغش في تلك العينة بلغ 3 %
ويذهب إلى ان بعض اصحاب المزارع يعملون على سحب الألبان في وقت ممنوع فيه السحب خوف الخسارة المادية فمثلاً عندما تكون البقرة مريضة وأستعملت مضادات حيوية او غيرها من الأدوية فكل دواء له فترة معينة يجب أن لايتم السحب من الأبقار في تلك الفترة لان اللبن وقتها لايكون صالح للإستخدام البشرى ويتم السحب بعد 3 أيام بعد إنتهاء فترة الدواء ويشير إلى ان بعض المنتجين لايلتزمون بذلك خوف الخسارة لكن يجب ان يراعوا صحة الإنسان لانها اقيم وهنا يقول ان هذا هو دور أقسام الإرشاد في وزارة الثروة الحيوانية والتى كما قال يجب ان تقوم بحملات توعوية وسط المنتجين لما لذلك من آثار ممرضة على المستهلكين بجانب دور لغرفة منتجي الألبان يجب ان يكون توعية المنتج جزء من عملهم .
مما سبق ورغم حديث المختصين والجهات ذات الصلة بإنتاج وتوزيع الألبان بالولاية يظل موضوع اللبن الذي رغم انه خام ويعبر مئات الكيلومترات لايتغير فإذا إستبعدنا ان تكون هنالك مضافات تطيل عمره فماهي الوسيلة الأخرى التى تجعل هذا اللبن محافظاً على هيئته في الوقت الذي لم يعمل فيه الوسيلتين المعمول بهما في كل السودان فهذه الوسائل حسب رئيس اللجنة الفنية لمواصفات الألبان بالهيئة القومية للمواصفات والمقاييس هي : البسترة والتعقيم بدرجة حرارة مرتفعة فاللبن المبستركما قال يحافظ على هيئته لفترة مابين إسبوع وعشرة ايام بشرط ان يكون محفوظاً في مبرد لاتتخطى درجة حرارته 10 درجة مئويه اما المعقم فإنه يمكن ان يحفظ في درجة الغرفة العادية لكنه يتأثر بالتعرض للشمس ويضيف أن تقنية التعقيم بالإشعاع لم تصل البلاد بعد مما يجعلنا نسأل مجدداً عن نوعية الوسيلة التى تعمل في الألبان التى نستهلكها يومياً وتحول دون تغييرها مما نحمل الجهات المختصة مسئولة الجدية في البحث عن وسائل أكثر أماناً تقى المواطن من الأمراض التى تترصد به من كل جانب وتكفي جيبه وخزينة الدولة الكثير .

  
  



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضحايا الإتجار بالبشر من لهم إسماعيل وأسرته ... أكثر من 17 عاماً في سجن الكفيل(3-3)

مسلسل إغتيال الأراضي الزراعية بولاية الخرطوم

السودان ... العنف الجنسي يتخلل اكبر عملية نزوح على مستوى العالم