مابين الوحدة أو الإنفصال (الأخيرة )


مابين الوحدة أو الإنفصال
مبادرة أفريقيا العدالة..هل سيجدي الحوار(الأخيرة)
** المؤتمر الوطني حارب في الجنوب وقدم شهداء وسيعمل وفق قناعة ان السودان الذي ورثناه موحداً وسيظل موحداً
** مناطق التماس خطرة جداً ولاتحتمل مناورات ومشاكلها تحتاج لوقفة وطنية
** إذا تمت العملية بسلاسة وبشفافية وحرية كاملة فلن تكون هنالك مشكلة مهما كانت نتيجة الإستفتاء
** لابد من وجود مبشرين بالوحدة في اوساط المجتمعات المستهدفة لتكون في مواجهة المبشرين بالإنفصال
** تساؤلات عن ضمانات نزاهة الإستفتاء في ظل سيطرة الحركة الشعبية وإستخباراتها على الجنوب


تحقيق : نبوية سرالختم
مخاوف شتى بدت مسيطرة على الحكومة وهي تعد خطواتها لمواجهة تقرير مصير الدولة السودانية مطلع العام القادم إما وحدة بين شماله وجنوبه أو إنفصال يقود لتفتيت كيان الوطن الواحد 
تجسدت إحدى هذه المخاوف في دور سلبي يمكن أن تلعبه المنظمات الدولية والإقليمية في هذه القضية بدعاوى أنها ذات اجندة خاصة ولاتخدم مصلحة البلد مما جعل الإنظار تتوجه إلى المنظمات المحلية وتتساءل عن دور يمكن أن تلعبه في هذه القضية بحياد ؟
وبما أن الخوف هو المسيطر الوحيد كانت الإجابة مقتضبة : نعم يكون لها دور لكن فقط في التوعية .. ( التوعية المقيدة )
ورغم التقييد الذي ظلت تمارسه الدولة على هذه المنظمات بمخاوف تجد تفسيرها عند مسؤليها فإن وعي المواطنون الجنوبيون يشكل الضمان الأساسي لنزاهة هذه العملية بإعتبارهم المتحكمين فيها ككل بحقهم في المنح والمنع لأي من الخيارات المطروحة لكن هؤلاء لايعرف غالبيتهم من جل هذه العملية سوى ان المطلوب منهم الإدلاء بصوتهم لصالح (...) بناءً على تفضيلات شخصية لاعلى معايير معينة يفترض ان تتوفر في هذا الخيار واخرى تتعلق بالتجهيز والإجراءات والنتائج ومايترتب عليها .
ويحمل الكثير من المختصين هذه قسط كبير من هذه المسئولية لمنظمات المجتمع المدني والتى يصل أعدادها المئات في ظل ضعف المبادرات المقدمة منها في هذا الجانب  وقد جاءت مبادرة منظمة أفريقيا العدالة بالتعاون مع منظمة إنتر قروب أفريكا ( أثيوبيا ) في الزمن ( بدل الضائع ) لتنفيذ برنامج في حوارات الوحدة والإنفصال وعقارب الساعة تدور لتؤكد قرب الميعاد المضروب .
الأمر الذي يفرض تساؤلات تخص ملف هذه المبادرة بإعتبارها الوحيدة في الساحة عن ماهيتها والغرض منها ووسائل تحقيق أهدافها بجانب محاولة البحث عن إجابات لأسئلة أخرى أثارتها كنقاط أساسية يرتكز عليها الحوار  تتمثل في : ماهو المطلوب لجعل الوحدة خياراً جاذباً ؟ وماهو المطلوب لجعل كل العملية مهما كانت نتائجها تتم فى مناخ سلمي ؟ وماهى الاثار المترتبة  على قرار الانفصال فى جنوب السودان ؟ وماهو تاثير قرار الانفصال على نتائج المشورة الشعبية فى جنوب كردفان و جنوب النيل الازرق ؟ وأسئلة أخرى عن المواطنة و حقوق الاقليات وترتيبات مابعد الاستفتاء بالتحديد على المستويين السياسى والاقتصادي والعلاقة بين الشعب السودانى شمالاً وجنوباً لفترة مابعد الاستفتاء .
** تساؤلات في مبادرة
في الحلقات السابقة تحدثنا عن ماهية تقرير المصير ومن اين جاء وبذور الخلاف بين الشمال والجنوب والجهات الضالعة فيها بجانب رؤية الحركة الشعبية لمسألة الوحدة او الإنفصال من خلال قراءة لرؤى قائدها الراحل دكتور جون قرنق وتحليلات سياسيين واكاديميين لهذه الرؤى بجانب البعد النفسي الكامن وراء إتخاذ قرار يخص تقرير المصير والعوامل التي تكمن وراءها وكيفيه تلافي الآثار النفسية السالبة لفترة ما بعد الحرب ونماذج وحدوية على الطريق
وسنواصل في هذه الحلقة وهي الاخيرة في الإجابة على تساؤلات تخص ملف مبادرة أفريقيا العدالة حول حوارات الوحدة والإنفصال بعد ان تحدثنا عن ماهيتها والغرض منها ووسائل تحقيق أهدافها كانت قد أثارتها كنقاط أساسية يرتكز عليها حوارها من خلال خبراء أكاديميين وسياسيين ومراكز دراسات وبحوث .
ويتفق الأكاديمي والمحلل السياسي المعروف بروفيسور حسن الساعوري مع عبد الله آدم خاطر في أهمية دور منظمات المجتمع المدني في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان ويقول : منظمات المجتمع المدني فائدتها هنا اكثر من الأحزاب السياسية لكن بشرط ان يكون لديها القدرة في الوصول للناخب الجنوبي داخل أحراش ومدن الجنوب المتناثرة فإذا إستطاع ان يحقق ذلك فسيكون له إسهام كبير في هذه العملية لكن كيف يتم ذلك في ظل وعورة الطرق بجانب إنعدام الامن بالجنوب ويذهب على أن هنالك خيار آخر وهو الوصول للناخب الموجود في معسكرات النازحين داخل العاصمة والمدن السودانية فهذه العسكرات تنتشر على طول البلاد حتى وادي حلفا ويذهب إلى ان هذه المنظمات جاء دورها متاخراص فهؤلاء كما قال نزحوا لشمال السودان منذ علم 1985 صحيح هنالك جهات خلفهم ( مرسلين ) عشان ينتشروا في اطراف الشمال ( لانو المنطق بيقول النازح بيستقر في اقرب نقطة آمنه من مواطنه فهؤلاء دخلوا حتى أقصي الشمال وتكاد لاتخلو مدينة من معسكر لهم ) وهؤلاء يوجد نشاط كبير وسطهم من الجهات التي ارسلتهم وهذا يفرض على منظات المجتمع المدني في الشمال تعمل ضد هذه الجهات الإنفصالية داخل الجنوبيين بالشمال وهذا كما قال يتطلب إجراء المذيد من النقاشات حول جدوى الإنفصال خصوصاً ان هنالك من نفذ العودة الطوعية للجنوب لكنه عاد ادراجه مرة اخرى للشمال فعن طريق هؤلاء يمكن معرفة الوضع في الجنوب فهؤلاء الموجودين في الشمال سيرحلوا حال الإنفصال لذلك لابد من أن يعرفوا فرص العيش هناك .
ويرى ان المطلوب في هذه النقاشات الإلتزام بالموضوعية بجانب عدم التعرض للتأريخ ومناكفاته لأن الحديث عن المرارات القديمة فلن تحل المشكلة لهذا يجب أن يتحدث الناس عن المستقبل اكثر من الماضي فواقع الجنوب الآن غير آمن فهناك ثورة من الشلك والباري وجزء من الدينكا لهذا لابد ان يتبصر الناس بواقع الجنوب بعد 25 عام ويتساءلوا ماذا فعلت الحركة الشعبية بالجنوب وماذا فعلت بالأموال التي دفعت لها فالحكومة تتحدث عن وحدة جاذبة أين دهبت الـ 10 مليار دولار ؟ يجيب لاشئ ظهر من هذه الاموال على أرض الواقع في شكل مشاريع ولا أثر لها على حياة المواطن الجنوبي بالجنوب هذه المعلومات وغيرها يجب ان يكون الناس على دراية بها فهنالك اموال كان يفترض ان توجه للتنمية في الجنوب تم التصرف فيها على غير وجهها حتى لايكون الحديث عن الوحدة الجاذبة مجرد حديث ويضيف قائلاً : ( الحركة الشعبية اعطيت المال والسلطة في كل الجنوب مع مشاركة بنسبة في الشمال هذا مافعلته الحكومة فماذا فعلت الحركة الشعبية بهذه الأشياء ) .
** تداعيات تقرير المصير
ويرى في تحليله لتداعيات تقرير المصير على فرص الامن والسلام ان العملية إذا تمت بسلاسة وبشفافية وحرية كاملة فلن تكون هنالك مشكلة مهما كانت نتيجة الإستفتاء لكن إذا كان هنالك تزوير او هنالك من حرموا عمداً من التصويت  في ظل وجود قضايا لم تحسم كمشكلة الحدود سيكون هنالك عدم قبول بالنتيجة وستدخل البلاد في مشاكل لاتحل الا بالسلاح ويذهب على أن هنالك شك في أن تتم العملية في جو من الحرية والشفافية والإنتخابات السابقة تجربة توضح هذه الحقيقة ويرى الساعوري ان يتم تاجيل الإستفتاء لحين حسم القضايا العالقة التي ستجعل من الغستفتاء مشكلة بدل ان يكون حل لمشكلة .
وعن مناطق التماس يقول أنها اول بؤرة مرشحة للإلتهاب إذا لم تحسم هذه القضايا مما سيدخل الاطراف في حرب ستجعلها مثل منطقة كشمير مما جعله يقول أن قيام الإستفتاء بهذا ا لشكل مشكلة وعدم قيامه مشكلة اخرى مما يتطلب عقد جلسات طويلة بين الشريكين من جهة والمعنيين بالامر من جهة اخرى قائلاً : ( لوماإتفقنا على القضايا دي الحرب قايمة والتوقيت يمكن ان يغير حتى نتجنب الحرب )
من الإفادات السابقة يمكن ان نخلص على موضوعين اساسين يشكلان المرحلة القادمة متمثله في أن عدم غتفاق الشريكين مع قيام الإستفتاء في موعده سيجهز لحرب قادمة بين الطريق ومناطق التماس هي البؤرة الجاهزة لإندلاع هذه الحرب مما يجعلنا نناقش موقف المؤتمر الوطني من تلك القضايا بجانب توضيح اوضاع مناطق التماس وموقعها من هذه القضية يقول الأمين السياسي لقطاع الطلاب بالمؤتمر الوطني نضال عبدالعزيز : مسالة الإستفتاء وحق تقرير المصير هو إستحقاق لإتفاقية نيفاشا واقره برتكول ميشاكوس الإطاري وحق تقرير المصير أعطي للجنوبيين منذ عام 1955 و1989 و1992 في فرانكفورت وعام 1993 في كوكادام و1994 في مؤتمر الحركة الشعبية وفي اسمرا عام 1995 وإتفاقية الخرطوم للسلام في 1997 ودستور السودان عام 1998 وأقرته نيفاشا في عام 2002 وأقرته إتفاقية السلام الشامل عام 2005 ليكون كإستحاق طبيعي في يناير 2011 في جنوب السودان بجانب المشورة في النيل الأزرق وجنوب كردفان في ابريل من نفس العام ويذهب إلى مفوضية الإستفتاء اكدت وجود عقبات كبيرة تواجهها فحتى الآن لم تحسم مسالة ترسم الحدود فلايعقل ان يقام غستفتاء والحدود غير معينة .
** في صالح الوحدة
ويذهب على ان منظمات المجتمع المدني تلعب دور كبير في مسألة التوعية ويذهب إلى أن المؤتمر الوطني يعمل بكل اجهزته لصالح الوحدة بالتالي فليس من المنطق ان يحجر عليها خاصة إذا كانت تعمل في إطار رفع الوعي فنحن نحتاج لجهات تتحرك في اوساط المجتمعات المستهدفة تبشر بالوحدة لأننا نعلم بوجود كنائس في وسط الخرطوم تبشر بالإنفصال وفيما يخص السؤال الخاص بجعل الوحدة خيار جاذب وقد أعطى الحركة الشعبية والجنوبيون مالم تعطيه لهم حكومة سابقة  فهم الآن يحكمون الجنوب بنسبة 100% بجانب المشاركة الإتحادية بنسبة 30 % وتقلدوا 20% من وظائف الدولة بتمثيل أعلى مستوى تنفيذي ( نائب رئيس الجمهورية ) الآن ماقدمته الحكومة الإتحادية للجنوب اكثر مما قدمته حكومة الجنوب للغقليم فحتى الآ حوالي 90 % من المشاريع في الجنوب من الميوانية الإتحادية هذا كله كان من اجل جعل الوحدة جاذبة وقد عملت له الحكومة منذ الوهلة الأولي
ويواصل قائلاً : حاربنا في الجنوب وقدمنا شهداء لذلك فقضية الجنوب ليست سهلة علينا بإعتباره جزء لايتجزا من هذا الوطن وسنعمل وفق قناعتنا الخاصة على ان السودان الذي ورثناه موحداً  سيظل موحداً ومفروض نسلمه للاجيال القدامة موحد .
ويرى ان الأصل في القضية يقتضي ان تحسم القضايا العالقة ومن بعد الإتجاه نحو الإستفتاء في ظل وجود ضمانات ليصب في الإتجاه الإيجابي فنحن نعرف كيف تسيطر الحركة الشعبية وإستخباراتها على الجنوب
وفيما يخص المشورة الشعبية ومدى تأثرها بنتائج الإستفتاء يرى أنها ليست ذات اثر كبير ومناطق التماس لايرى انها تشكل عقبة فقضية ابيي حسمت بالتحكيم الدولي ولم يتبقى الا إجراءات على ارض الواقع وهذه مسالة مهمة لحقن الدماء ويعتقد ان الجنوب نفسه قنبلة موقوته بتركيبته الإثنية والسيطرة السياسية وهو يحتاج لغكمال بنياته الأساسية ليصبح دولة ويشير إلى ان ترسيم الحدود سيجيب على اسئلة كبيرة عن النفط وحقول البترول وغيرها من القضايا .
** التماس ونزر الحرب
نائب رئيس مركز دراسات التماس العميد معاش ظاحمد ونسي محمد خير يرى ان البلاد في هذه المرحلة المفصلية تحتاج إلى إقامة علاقات مهمة في مناطق التماس ويذهب على أن المنظات الوطنية يمكن ان تلعب دور مهم في ذلك من خلال عقد لقاءات ومؤتمرات متخصصة نسبه لمبادئها الخاصة بإجتثاث المواقف الصراعية ورفض العنف والإنكفاء على الذات ويشير إلى أن تجربتهم في المركز تهدف إلى تحويل التماس إلى فعل إيجابي يصب في مصلحة السلام والتنمية .
ويذهب على أن مناطق التماس تحتاج إلى حوار جاد حول القضايا المطروحة بشرط ان يكون محرراً من البعد الإثني والقبلي وكل ما يوقد جزوة الحرب بإعتبارها مواقع قد شهدت حروب كما انها مناطق تداخل قبلي ويشير على أن القبائل التي تسكن هذه المناطق تقضي 8 أشهر بالجنوب فإذا وجدت هذه القبائل عوامل الإستقرار لن تكون هنالك مشكلة إذا أتي الإستفتاء بأى خيار وهذا الخيار في رايه غير مكلف وسيعالج بعض الإشكاليات القبلية ويؤكد مجدداً على أهمية وجود حوار واسع ومباشر مع المواطنيين يستمع فيه لأرائهم ومشاكلهم ورغباتهم فهنالك اعداد مقدرة من العمد والشيوخ لهم أراء في هذه القضايا يفترض ان تؤخذ في الحسبان وهذا في رايه دور منظمات المجتمع المدني وهنالك دور للشريكين تفرضه المرحلة الراهنة خاصة وان المنطقة كانت مسرح للحرب وواجهت ويلاتها مما يفرض عليهم تغليب الجانب الوطني على المطامع السياسية فحدوث اى مشكلة سيقود إلى حرب مستمرة فالمنطقة مازالت في حالة إستنفار وتعبئة في ظل إنتشار السلاح وشحنات الصراعات القبلية والتي ستكون وقود لحرب قادمة .
ويرى ونسي ان مناطق التماس تحتاج على نظرة فحتى الآن ليس هنالك أى عمل تنموي واضح بها وكل الحلول المعمول بها هي امنية من الدرجة الاولى بعيداص عن الحل الإجتماعي .
ويذهب إلى أن إنفصال الجنوب سيكون له آثار سلبية على مناطق التماس لإرتباطها بالجنوب محذراً من إندلاع الحرب في جبال النوبه مره اخرى ويضيف أن هنالك الكثير من القضايا العالقة والتي تحتاج لمذيد من الوقت لمناقشتها بإرتياح وبصورة واضحة ويضيف أن المواطنين هم الضحايا في كل الاحوال لان الكثير من مصالحهم تغيب عنهم بفعل تشويش سياسي ويختم حديثه بان مناطق التماس خطرة جداً ومشاكلها لاتحتمل أى مناورات وتحتاج إلى وقفة وطنية بعيداً عن كل الأشياء ولانها ستؤثر تأثير كبير على مصير السودان في المرحلة القادمة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضحايا الإتجار بالبشر من لهم إسماعيل وأسرته ... أكثر من 17 عاماً في سجن الكفيل(3-3)

مسلسل إغتيال الأراضي الزراعية بولاية الخرطوم

السودان ... العنف الجنسي يتخلل اكبر عملية نزوح على مستوى العالم