مابين الوحدة أو الإنفصال (2)


مابين الوحدة أو الإنفصال
مبادرة أفريقيا العدالة..هل سيجدي الحوار(2)
** الإهداف الرئيسية لهذا البرامج تثقيف المواطن الجنوبي بابعاد وتبعات الوحدة والإنفصال
** تقوية العلاقات على الحدود ضرورة تقتضي عدم  اجبار المواطنيين من الطرفين قبول اجراءات تغير نمط حياتهم
** السودان لديه تراث وحدوي عميق والفنون الشعبية نموذج وحدوي جاذب
** الجنوبيون بالشمال تأثروا بثقافة الوسط مثلهم مثل أى مواطن سوداني في الأقاليم الاخرى
** الحركة الشعبية أخذت السلطة والثروة فماذا فعلت بها
تحقيق : نبوية سرالختم
مخاوف شتى بدت مسيطرة على الحكومة وهي تعد خطواتها لمواجهة تقرير مصير الدولة السودانية مطلع العام القادم إما وحدة بين شماله وجنوبه أو إنفصال يقود لتفتيت كيان الوطن الواحد 
تجسدت إحدى هذه المخاوف في دور سلبي يمكن أن تلعبه المنظمات الدولية والإقليمية في هذه القضية بدعاوى أنها ذات اجندة خاصة ولاتخدم مصلحة البلد مما جعل الإنظار تتوجه إلى المنظمات المحلية وتتساءل عن دور يمكن أن تلعبه في هذه القضية بحياد ؟
وبما أن الخوف هو المسيطر الوحيد كانت الإجابة مقتضبة : نعم يكون لها دور لكن فقط في التوعية .. ( التوعية المقيدة )
ورغم التقييد الذي ظلت تمارسه الدولة على هذه المنظمات بمخاوف تجد تفسيرها عند مسؤليها فإن وعي المواطنون الجنوبيون يشكل الضمان الأساسي لنزاهة هذه العملية بإعتبارهم المتحكمين فيها ككل بحقهم في المنح والمنع لأي من الخيارات المطروحة لكن هؤلاء لايعرف غالبيتهم من جل هذه العملية سوى ان المطلوب منهم الإدلاء بصوتهم لصالح (...) بناءً على تفضيلات شخصية لاعلى معايير معينة يفترض ان تتوفر في هذا الخيار واخرى تتعلق بالتجهيز والإجراءات والنتائج ومايترتب عليها .
ويحمل الكثير من المختصين هذه قسط كبير من هذه المسئولية لمنظمات المجتمع المدني والتى يصل أعدادها المئات في ظل ضعف المبادرات المقدمة منها في هذا الجانب  وقد جاءت مبادرة منظمة أفريقيا العدالة بالتعاون مع منظمة إنتر قروب أفريكا ( أثيوبيا ) في الزمن ( بدل الضائع ) لتنفيذ برنامج في حوارات الوحدة والإنفصال وعقارب الساعة تدور لتؤكد قرب الميعاد المضروب .
الأمر الذي يفرض تساؤلات تخص ملف هذه المبادرة بإعتبارها الوحيدة في الساحة عن ماهيتها والغرض منها ووسائل تحقيق أهدافها بجانب محاولة البحث عن إجابات لأسئلة أخرى أثارتها كنقاط أساسية يرتكز عليها الحوار  تتمثل في : ماهو المطلوب لجعل الوحدة خياراً جاذباً ؟ وماهو المطلوب لجعل كل العملية مهما كانت نتائجها تتم فى مناخ سلمي ؟ وماهى الاثار المترتبة  على قرار الانفصال فى جنوب السودان ؟ وماهو تاثير قرار الانفصال على نتائج المشورة الشعبية فى جنوب كردفان و جنوب النيل الازرق ؟ وأسئلة أخرى عن المواطنة و حقوق الاقليات وترتيبات مابعد الاستفتاء بالتحديد على المستويين السياسى والاقتصادي والعلاقة بين الشعب السودانى شمالاً وجنوباً لفترة مابعد الاستفتاء .
** منظمات على المحك
الحلقة السابقة تحدثنا عن ماهية تقرير المصير ومن اين جاء وبذور الخلاف بين الشمال والجنوب والجهات الضالعة فيها بجانب رؤية الحركة الشعبية لمسألة الوحدة او الإنفصال من خلال قراءة لرؤى قائدها الراحل دكتور جون قرنق وتحليلات سياسيين واكاديميين لهذه الرؤى بجانب البعد النفسي الكامن وراء إتخاذ قرار يخص تقرير المصير والعوامل التي تكمن وراءها وكيفيه تلافي الآثار النفسية السالبة لفترة ما بعد الحرب ونماذج وحدوية على الطريق
في هذه الحلقة سنحاول الإجابة على تساؤلات تخص ملف مبادرة أفريقيا العدالة حول حوارات الوحدة والإنفصال تتحدث عن ماهيتها والغرض منها ووسائل تحقيق أهدافها بجانب محاولة البحث عن إجابات لأسئلة أخرى أثارتها كنقاط أساسية يرتكز عليها هذا الحوار من خلال المنظمة نفسها وخبراء أكاديميين وسياسيين ومراكز دراسات وبحوث
في ما يخص منظمة أفريقيا العدالة نجدها تحاول رسم تفاصيل اخرى مع المواطن (الجنوبي) المعني بهذه القضية المفصلية من خلال تمسكها بخيط من الأمل يرى ان الحوار هو اللغة التي يمكن أن تحل بها كافة الإشكالات التي تعقب تقرير المصير كما يمكن عن طريقها تجنب الكثير من المشاكل فإمتلاك الوعي بمترتبات الإختيار في ظل مناخ حر يتداعى فيه كافة المشاركون ويواجهون فيه واقعهم بدون أى مؤثرات يمكن ان يكون له من النتائج مالايمكن ان يحرز بغيره يقول رئيس منظمة أفريقيا العدالة حافظ إسماعيل محمد عن هذه المبادرة : حسب اتفاقية السلام الشاملة التى وقعت فى يناير 2005 يحق للمواطنيين فى جنوب السودان التصويت فى استفتاء تقرير المصير بخيارين هما الوحدة أو الانفصال وتقرير المصير هو عملية ذات تاثير كبير على مواطنى الدولة المعنية بحيث يمكن ان يؤدى الى انفصال جزء من الدولة بقيام دولة أخرى ذات سيادة, ومن خلال تجارب الدول الاخرى تلك العملية لاتتم عادة  فى سلام حيث تخلق نزاعات بالتحديد حول الحدود وقد يؤدى ذلك الى حروب مستقبلا , نسبة للاستقطاب السياسى او القبلى فى البلد المعنى .
 ويواصل : نحن كمنظمة من منظمات المجتمع المدني رأينا أنه لابد وان يكون لنا دور في هذه القضية المصيرية بالتوعية بالآثار المترتبة على هذه الخيارات بحيدة تامة عن طريق حوار سودانى سودانى يتكون من اجتماعات عامة فى كل القطر حول مستقبل السودان و تقرير المصير والقضايا المتعلقة به وتأثيره بشكل عام على دول الجوار والقارة الإفريقية بجانب دراسة لتجارب تقرير المصير في دول العالم الأخرى ونتائجها وآثارها وعرض النتائج المترتبة من هذا الحوار عبر وسائل الإعلام كافة .
** توعية بالقضية   
ويذهب حافظ متحدثاً عن الأهداف التي ترمي إليها منظمته من إجراء هذه الحوارات إلى القول : الإهداف الرئيسية لهذا البرامج توعية المواطن الجنوبي بابعاد وتبعات الوحدة والإنفصال لكي يتمكنوا من إتخاذ قرارهم بعلم كامل بنتائجه بجانب دعم جهود حكومة السودان وجنوب السودان وكل المعنيين بإمر السودان لوضع الترتيبات الضرورية لتحقيق الاستفتاء فى ظل استقرار امن سياسى و الاستعداد لفترة ما بعد الاستفتاء بجانب المساهمة في بناء الثقة بين كل المعنين محلياً وإقليمياً وعالمياً للتعامل مع كل القضايا الخاصة بمستقبل السودان لما بعد 2011  
وحسب حافظ  يشتمل البرامج على حوار بين المواطنيين فى الطرفين بين الحدود لمناقشة القضايا  التى تواجههم و كيفية استمرار التعايش السلمى بينهم و ايضاً الاتفاق على ايجاد اليات يتم من خلالها فض اى نزاع ينشأ نتيجة للتداخل بينهم.
مشيراً إلى ان القيادات المحلية الممثلة فى الإدارات الاهلية ومنظمات المجتمع المدنى المحلية ستلعب دورا أساسيا فى ذلك. كما سيتم عبرهم تنوير المواطنيين بالتغيرات المحتملة فى حالة انفصال الجنوب و ما قد يترتب نتيجة لذلك من اجراءات قد تؤثر على نمط حياته و كيفية التعامل مع ذلك بحيث لاتتاثر المجتمعات الحدودية بإى تغير محتمل .
وتعمل المنظمة كما قال في إطار هذا البرنامج على إعداد دراسات بواسطة خبراء واكاديمين عن حق المواطنة وحقوق الاقليات فى حالة التقسيم بجانب ترسيم الحدود و الخلافات المحتملة حولها و كيفية معالجتها وتقسيم الدولة فى ظل اتحاد سياسى واقتصادى مثل الاتحاد الاروبي والاتحاد الافريقي والمشاكل المحتملة التى تواجه الاجراءات التى لديها مؤيدين فى الجزئيين المنقسمين وقضايا فصل الحدود التي يجب التوصل فيها إلى إتفاق مرضي بين الطرفين عبر آليه يتفق عليها              
       كذلك يجب تقوية العلاقات على الحدود وعدم اجبار المواطنيين فى طرفى الحدود على القبول بإى اجراءات تغير نمط حياتهم بما فى ذلك إعادة الذى يعبرون الحدود موسيميا , ضرورة ايجاد اليات تشرف على ذلك
       كما يساهم هذا البرنامج حسب حافظ فى تقديم مقترحات لمعالجة مسألة تقسيم الثروةو بالتحديد مسالة النفط وما يترتب عليها مثل خطوط الانابيب
بجانب مقترحات حول تقسيم اصول الدولة وديونها الداخلية الخارجية
       وضع الجنوبيين فى الشمال و الشماليين فى الجنوب فى حالة الانفصال وقضايا مثل العملة والخدمة المدنية .
** المجتمع المدني مسئولية اكبر
البرامج السابق وضعناه أمام عدد من المختصين وسألناهم إلى اى مدى يمكن أن كمبادرة في خلق الحوارات المطلوبه والمساهمة في التوعيه ببعض القضايا الخاصة به هنا يقول الأكاديمي والمحلل السياسي المعروف عبدالله آدم خاطر : إهتمت منظمات المجتمع المدني بقضية الوحدة منذ زمن مبكر (أكتوبر 1964 ) و( مارس 1985 ) وجاءت في سياق محاولة الإبقاء على وحدة السودان وعندما وقع إتفاق السلام الشامل 2005 أعطى المنظمات مسئولية أكبر لكن وبكل أسف الشريكين وخاصة المؤتمر تاوطني مثل عقبة امام عمل هذه المنظمات في شكل معوقات أمنية وإقتصادية وإدراية وغيرها هذا السلوك المعوق لعمل المنظمات يجب ان يلام عليه المؤتمر الوطني .
لكن مادام الطريق مفتوح الآن فهي الأقدر على مخاطبة الوجدان السوداني وتعديل المزاج العكر خاصة في ظل بؤر الإختلاف الكبيرة في أبيي وترسيم الحدود وتقسيم الثروة ويذهب إلى ان المشروعات التي تعمل عليها الحكومة في الوقت الحالي بدعاوى الوحدة هي ( علوق شدة ) لكن النقطة الهامة التي يجب ان نقولها هي ان السودان لديه تراث وحدوي عميق فالفنون بأشكالها المختلفة واحدة من الأشياء التي  تجعل الوحدة خياراً جاذباً .
وحسب خاطر ان أزمة الثقة التي يعايشها الشمال والجنوب جاءت نتيجة لفشل تاريخي منذ الإستقلال والذي كان يفترض ان تستفيد الدولة السودانية وترتب نفسها بشكل سليم بعيداً عن سياسة فرق تسد الإستعمارية ويرى انه رغم خروج الإستعمار إلا أن هنالك الكثيرين يريدون الإستثمار في هذا النظام الإستعماري ونظام الإنقاذ من أكثر المستثمرين لهذه الفكرة بإعطائها أبعاد قبلية ضيقة ومسيئة للإنسان بطريقة كبيرة .
ويرى أنه يجب ان لانبكي على اللبن المسكوب (بمعني ما نبكي على نتيجة مارتبنا ليها ترتيب سليم ) وان نفكر ملياً ونبذل مجهود ونتحدث عن الفرص القادمة .
وفي إجابته عن حقوق المواطنة والأقليات إذا حدث إنفصال يقول : إذا حصل إنفصال فلاداعي للحديث بعدها عن هذه الامور لان المسئوليات حينها ستنقل لجهات اخرى . سألته ماذا عن الجنوبيين في الشمال فقال : ( الجنوبيون في الشمال بقوا شماليين مدمجين في ثقافة الوسط مثلهم مثل سكان الأقاليم الاخرى ولاأعتقد ان تكون هنالك مشكلةة خصوصاً انو ما عندهم مصالح ضخمة ومعظمهم ناس مساكين عايشين بقوت يومهم وهؤلاء لاأعتقد انهم سيصبحون مشكلة للدولة فكما قلت ليس منهم مستثمر كبير أو إقطاعي ذي غمكانيات يمكن ان يقاوم الدولة
ويرى ان تأثير الإنفصال على نتائج المشورة سيكون حتماً سالباً لاننا إذا فشلنا في المحافظة على وحدة السودان سيكون الجنوب مدخلاً لشرزمة بقية اطرافه فإذا لم نستطيع ان نصون الوحدة من خلال الجنوب فلايمكن ان نلوم الاطراف الاخرى إذا ابدت رغبة تكوين دول جديدة وختم حديثه بمناشدة الشريكين الإلتزام بماورد في المواثيق والإتفاقيات .
** الوصول مشكلة
ويتفق الأكاديمي والمحلل السياسي المعروف بروفيسور حسن الساعوري مع عبد الله آدم خاطر في أهمية دور منظمات المجتمع المدني في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ السودان ويقول : منظمات المجتمع المدني فائدتها هنا اكثر من الأحزاب السياسية لكن بشرط ان يكون لديها القدرة في الوصول للناخب الجنوبي داخل أحراش ومدن الجنوب المتناثرة فإذا إستطاع ان يحقق ذلك فسيكون له إسهام كبير في هذه العملية لكن كيف يتم ذلك في ظل وعورة الطرق بجانب إنعدام الامن بالجنوب ويذهب على أن هنالك خيار آخر وهو الوصول للناخب الموجود في معسكرات النازحين داخل العاصمة والمدن السودانية فهذه العسكرات تنتشر على طول البلاد حتى وادي حلفا ويذهب إلى ان هذه المنظمات جاء دورها متاخراص فهؤلاء كما قال نزحوا لشمال السودان منذ علم 1985 صحيح هنالك جهات خلفهم ( مرسلين ) عشان ينتشروا في اطراف الشمال ( لانو المنطق بيقول النازح بيستقر في اقرب نقطة آمنه من مواطنه فهؤلاء دخلوا حتى أقصي الشمال وتكاد لاتخلو مدينة من معسكر لهم ) وهؤلاء يوجد نشاط كبير وسطهم من الجهات التي ارسلتهم وهذا يفرض على منظات المجتمع المدني في الشمال تعمل ضد هذه الجهات الإنفصالية داخل الجنوبيين بالشمال وهذا كما قال يتطلب إجراء المذيد من النقاشات حول جدوى الإنفصال خصوصاً ان هنالك من نفذ العودة الطوعية للجنوب لكنه عاد ادراجه مرة اخرى للشمال فعن طريق هؤلاء يمكن معرفة الوضع في الجنوب فهؤلاء الموجودين في الشمال سيرحلوا حال الإنفصال لذلك لابد من أن يعرفوا فرص العيش هناك .
ويرى ان المطلوب في هذه النقاشات الإلتزام بالموضوعية بجانب عدم التعرض للتأريخ ومناكفاته لأن الحديث عن المرارات القديمة فلن تحل المشكلة لهذا يجب أن يتحدث الناس عن المستقبل اكثر من الماضي فواقع الجنوب الآن غير آمن فهناك ثورة من الشلك والباري وجزء من الدينكا لهذا لابد ان يتبصر الناس بواقع الجنوب بعد 25 عام ويتساءلوا ماذا فعلت الحركة الشعبية بالجنوب وماذا فعلت بالأموال التي دفعت لها فالحكومة تتحدث عن وحدة جاذبة أين دهبت الـ 10 مليار دولار ؟ يجيب لاشئ ظهر من هذه الاموال على أرض الواقع في شكل مشاريع ولا أثر لها على حياة المواطن الجنوبي بالجنوب هذه المعلومات وغيرها يجب ان يكون الناس على دراية بها فهنالك اموال كان يفترض ان توجه للتنمية في الجنوب تم التصرف فيها على غير وجهها حتى لايكون الحديث عن الوحدة الجاذبة مجرد حديث ويضيف قائلاً : ( الحركة الشعبية اعطيت المال والسلطة في كل الجنوب مع مشاركة بنسبة في الشمال هذا مافعلته الحكومة فماذا فعلت الحركة الشعبية بهذه الأشياء )

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضحايا الإتجار بالبشر من لهم إسماعيل وأسرته ... أكثر من 17 عاماً في سجن الكفيل(3-3)

مسلسل إغتيال الأراضي الزراعية بولاية الخرطوم

السودان ... العنف الجنسي يتخلل اكبر عملية نزوح على مستوى العالم