المستشفى الكبير والقصص المحزنة (2)



المستشفى الكبير والقصص المحزنة (2)
تحقيق : نبوية سرالختم
من يدخل مستشفى الخرطوم التعليمي أو كما يطلق عليه المستشفى الكبير عبر أيٍ من بواباته تسحره البنايات الضخمة التي تتمدد على (جثته ) شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً فهناك على سبيل المثال القسم الجنوبي الخاص ومجمع العمليات الجديد هذا بجانب تغيير جزء من جلد المستشفى الأصلي ممثلاً في الأبواب والمنافذ وغيرها ...
فالمباني آنفه الذكر وغيرها دليل يجعل كل من يقف عليها (ظاهراً) يحكم من أول وهلة ان من وراءها إدارة فاعلة ونظاماً محكماً لايقبل التهاون لأن صحة المريض هي همه الأول والأخير ... 
لكن تلك الادارة والتي في حكم (الظاهر)أنجزت أخفت حسب حكم (الباطن) وراء تلك الإنجازات إخفاقات إدارية ضخمة وتجاوزات للوائح الإجراءات المالية والمحاسبية وقانون المراجعة القومي كشفتها تقارير المراجعة للأعوام 2005 حتى 2009 ...
تلك المخالفات والتي لم تصحح طيله هذه السنوات صاحبتها العديد من المظاهرالإدارية (المخلة) والتي مازالت تلقي بظلالها على مستوى الخدمات التي تقدم عبر هذا المرفق منها مايخص الجزء الجنوبي الخاص ومجمع العمليات الجديد وتعينات تمت بصورة مقلقة لبعض عناصر الخدمة بجانب قضايا أخرى يكشفها التحقيق تشكل مع شبكة كبيرة من المشاكل في مؤسسات صحية اخرى حجم الإخفاق في قطاع الصحة بالبلاد ككل ...
القضايا السابقة تلقينا فيها رد نائب مدير المستشفى دكتور مأمون محجوب والتي ننشرها حسب ترتيبنا للقضايا وقد تبينا من إفادته في بعضها أنه لم يكن حضوراً في منصبه وقتها لكن تولى عن إدارة مستشفاه توضيح الحقائق حسب علمه لا حسب رأيه فيها .

القصة الثانية : تجاوزات مالية وإدارية ... من وراءها ؟
** المستشفى يدفع كهرباء الجنوبية قرابة العامين وتعثرت الأخيرة في الإيجارات رغم تخفيضها
** لاإتجاه لتجديد عقد الجنوبية وستطرح في عطاء قبل منتصف العام .
** نفذ الهيكل الخرصاني لمجمع العمليات حسب المواصفات بعد معالجة تصريف مجاري قديمة قرب أحد الأعمدة
** لا إتجاه لإعفاء الجنوبية عن متأخرات الكهرباء عند إنتهاء العقد في سبتمبر

القصة الثانية كان مصدرها معلومات تحصلنا عليها خلال تجوالنا في دهاليز مستشفى الخرطوم التعليمي وجلوسنا مع بعض عناصر الخدمة فيه جزء منها يخص الجزء الجنوبي الخاص والذي حسب تلك المصادر أن بعض عامليه يصرفون مرتباتهم من مستشفى الخرطوم وان كهرباءه تدفع من المستشفى الكبير منذ توقيع عقدها كما تم تخفيض إيجارته الشهرية إلى 160 مليون دون مبرر ..
بجانب مجمع العمليات الجديد والذي كما تقول المعلومات : يرقد على بحيرة مياه ساكنة وقد أدلى مركز أبحاث التربة بجامعة الخرطوم بشهادته فيه بعدم صلاحية هذا الموقع لبناء هياكل خرصانية الا عبر تصميم معين لكن ماحدث ان اكملت الإنشاءات في ذات الموقع ( مع سؤال هل تم بتصميم معين ) وبتكلفة تفوق بـ 6.3 مليار عن تكلفة الإنشاء الحقيقية حسب العقد والتي تساوي 11,7 مليار جنيه وقد تم إفتتاحه .
والنقطة الأخيرة ربطها (المصدر) بتعيينات تمت لبعض عناصر الخدمة في ذلك الوقت بصورة مقلقة منها تعيين مشرف على الوحدة الهندسية وآخر على الإنشاءات والتكاليف يقال عن الأول ان مهنته الأساسية كانت الضيافة الجوية والثاني ...
يقول نائب مدير مستشفى الخرطوم دكتور مامون محجوب مواصلاً في إجاباته : ( المستشفى الجنوبي الخاص بدا التشغيل فيه عام 2008 وقبلها لم أكن موجود لمن انا جيت كانت الإدارة طرحت العطاء بتاعو , فتحتو لجنة ممثل فيها أعضاء مجلس الإدارة وجزء من إدارة المستشفى واخصائيين وإشتغلت حسب علمي بكل شفافية ورسّت العطاء للشركة الحالية الماسكة المستشفى دي لأسباب كتيرة كان عندهم زي نظام بتاع نقاط منها المبلغ المالي المقدمة بيهو الشركة والحصل إنو الشركة كان مقدمة بأعلى قيمة 220 مليون وخلفياتها إنها شغالة في مجال الصيدلة والخدمات الطبية دا حسب اللجنة الفرزت العطاءات وانا ماكنت فيها بتاتاً لانو ماكنت في الإدارة وقتها كنت جيت مع بداية التشغيل وبدا المستشفى بداية كويسة وبعد داك بدات تظهر تعثرات في دفع الإيجار وهم رفعوا مذكرة لنائب رئيس الجمهورية وكان مبررهم في المذكرة إنهم دخلوا بالمبلغ دا من الإيجار في تجربة غير مسبوقة والمستشفى ما بدخل المبلغ دا وكان ليهم اربعة شهور يعني هم شغالين بالخسارة وعشان إنجاح التجربة القامت على فكرة إنو نجعل للمريض خدمة ماهي الخدمة بقيمة المستشفيات الخاصة العالية ولاهي بالقيمة المتدنية في القطاع العام بالإضافة لإنو الحاجة الكنا خاتنها نصب أعيننا في الوقت داك إنو ريع المستشفى دا يخش في دعم الخدمات في المستشفى العام واقصد شريحة محددة من المرضى وهم من غير القادرين على العلاج والفقراء والمجاهيل وديل الشرطة تجيبهم تختهم لينا في المستشفى لا اخو لاأم لا ابو حتى ( البامبرس ) بنشتريهو حتى ملابسهم نظافتهم ومعينين ليهم إدارة .. ) ويواصل محجوب : (هم إتعثروا في الثلاثة شهور وبعدها رفعوا مذكرة لنائب الرئيس قام حولها لوزارة الصحة الوزيرة وقتها كانت تابيتا قرت المذكرة ورأت أنها فعلاً تجربة غير مسبوقة "  أنا بقول الكلام دا وقد أكون متفق معهم وقد لا أكون دا ما راي الشخصي لكن بذكر ليكي حقائق زي ماحصلت لكن مابتعني إنو دا رايي الشخصي" الوزيرة دفعت بالمذكرة دي لمجلس الإدارة وقتها أنا عضو فيهو وقرر المجلس بالإجماع حسب مارأى ان تخفض الإيجار من 220 مليون جنيه إلى 160 مليون وفعلاً تم الإجراء دا بعد داك إستمروا في الدفع بطريقة بقول عليها مرضية حسب العقد إن الإيجار يندفع في اول كل شهر مرات بيتأخروا ليوم تمانية يقولوا عندهم قروش عند ناس التأمين وكدا لكن إستمروا في الدفع بطريقة كويسة الكلام دا نهاية عام 2009 جينا دخلنا عام 2010 حصلت بعض المشاكل بالتحديد في مارس وأبريل إجتمعنا بيهم وقلنا ليهم لوما إلتزمتوا بنحول الموضوع لجهات قانونية وعدلية  بإعتباره حق عام ورجعوا تاني إنتظموا في الدفعيات لحدي شهر 11  وبقت في مديونية مرحلة حتى الآن قعدت لجنة ممثل فيها مديرهم والمدير الإداري بتاعنا اللجنة دي جدولت كل المديونية بتاعتهم مع العلم إنو فترة إيجارتهم حتنتهي شهر 9 من هذا العام لانوالعقد حينتهي اللجنة دي قعدت برمجت كل المديونية الشلناهو تقريباً جزء من شهر 11 وشهر 12 من عام 2010 وختو بقية الشهور في برمجة ثابتة لانو ناس التأمين بدوهم مثلاً قروش شهر 10 يوم 20 من شهر 11 مبالغ كبيرة بالمنطق كدا لو قروشوا القدما خدمة للناس بره حيجيب من وين " اكرر ما بيعني رأيي الشخصي " ) هنا قلت له  : ليس هنالك مبرر لمراعاة إدارتكم لظروف الشركة طالما حدث التخفيض من الأربعة أشهر الأولى ؟ فقال : ( ماراعينا ليهم لكن  انا بوريك إنو الهدف ننجح الفكرة والهدف إنو يكون عندنا حاجة شغالة بتدخل لينا دا إيجار انا ماشغال معاه بالنسبة والإيجار حق حيدفعوا حيدفعوا لكن انا همي هو ينجح عشان يقدر يدفع لي ) تحولت بعدها للجزئية الخاصة بالعمالة التي تعمل بالمستشفى الخاص وتاخذ مرتباتها من المستشفى العام فأوضح قائلاً : ( جزء من العقد بتاع المستشفى دا إنو جزء من العمالة بتاعت المستشفى الجنوبي تكون من العاملين بمستشفى الخرطوم ببرمجة معينة يعني ناسي بدل ما يمشوا يتجاروا يفتشوا شغل في ورديات تانية عشان أحسن ليهم دخلهم أوفر ليهم شغل في محيط المستشفى يستفيدوا هم واستفيد انا الناس البصرفوا معانا في الفصل الأول وناس المستشفى الجنوبي بيدفعوا ليهم حوافزهم بشتغلوا هنا وهناك والجداول بتكون مرتبه يعني مثلاً السسترة فلانة شغالة عندنا صباح وهناك شغالة مساء ) كررت سؤالي مجدداً هل تدفع لها مستشفاكم حوافزها على زمنها الخاص الذي تعمله بالجنوبية فقال : ( لا نهائي ما بندفع ) إنتقلت بعد إجابته لسؤال عن الكهرباء التي تستهلكها الجنوبية ويدفعها المستشفى الكبير مع فاتورته فقال :  ( قصة الكهرباء في العقد ماكانت واضحة لكن كتبنا خطاب واضح لإدارة المستشفى الجنوبي خاصة بعد ما ركبت لينا إدارة الكهرباء عداد الدفع المقدم قلنا ليهم طوالي تفصلوا كهربة المستشفى الجنوبي لوحدها وكهربتنا لوحدها قبل دا الجنوبية بتأخد من محطة ومعاها قسم الكلى وجزء من كهربة الأشعة قمنا فصلنا عدادنا براه ) سالته متى تم هذا الفصل فقال : ( الفصل دا تم من بداية 2010 بالضبط في فبراير 2010 بقى إستهلاكهم مابجينا الفترة الإندفعت لانها كانت في العقد ماواضحة ) قلت هل سيحاسب المستشفى الجنوبي على هذه المبالغ التي دفعت فقال : ( دا حق عام انا مسئول منو دي ما قروشي عشان اهبها او اتنازل عنها اول حاجة ماعندي أي إتجاه اجدد العقد مع الشركة دي المستشفى دي حأعلنها في عطاء وحيكون شكلوا مختلف وشروط الإيجار حتكون مختلفة أي تجربة جديدة بيكون فيها الصح والخطأ حنستمر في الحاجات الصحيحة والحاجات الخطأ كلها حنحاول نتلافاها في العقد الجديد وحنطرحو قريب دا لانو العقد حينتهي في 30 من شهر 9 من هذا العام لكن لاتتفاجئي لو لقيتي إعلان عطاء المستشفى دي في شهر 4 ليه لانو انا بفكر في خطة بتاعت تطوير عندنا تجربة ناجحة جداً في المركز التشخيصي المتطور بعد إنتهت الشركة الاولى يوم 30 شهر 12 عام 2009 أجرناه لشركة جديدة  إيجاروا كان 180 مليون في الشهر وإيجاروا الحالي زاد ودخلنا بعض الحاجات ودا حأعملوا في الجنوبية والكان حيذيد دخلها إنو ما فيها حوادث والمستشفيات الخاصة كلها فيها حوادث عندنا الجزء البرة على الناحية الجنوبية فيهو مساحة كفاية ممكن نبني فيها مبنى بتاع حوادث وعندي الجزو على جهة معمل إستاك دا مابقول انا داير أتغول على رئة المستشفى الممثلة في الحدائق والمنتزهات مافي إي مستشفى خاص فيهو متنفس انا شغال في مستشفى الأطباء ما بعرف اوقف عربيتي وين , المستشفى دي فيها موقف للعربات وفيها حديقة مافي مستشفى خاص فيهو الحاجات دي
في الجزء الغربي دا ممكن نقوم برج فيهو مابين 40 إلى 60 غرفة بمعنى اتوسع طولياً دي حاجات حنختها في الفترة الجديدة إذا ربنا مد في الآجال العطاء حيعلن بطريقة واضحة وأوكد الكلام دا أنا من قعدت في المستشفى دي مافي عطاء إشهد الله تعالى كانت فيهو محسوبية مثلاً عطاء معدات المجمع الجراحي دا في عشرة شركات قدمت لجنة فرز العطاء إخترتها كانت برئاسة نائب مدير عام الشرطة الفريق عادل العاجب أشركت فيها كل القانونيين في مجلس الإدارة وكان فيها مستشارنا القانوني دا كلو عشان تعرفي كيف بتتفرز عطاءتنا وكيف حيتفرز عطاء الجنوبية إنشاء الله بتجينا الظروف ما فيها أي حاجة تدل على الشركة بل بحروف أي او بي وغيرها نحن بنفرز لكن ماعارفين الشركة دي منو الوحيد العارف رمز الشركة هو المستشار القانوني لمن أرسي برجع ليها الكراسات تاني بقول للجنة وريني مثلاً ( أي ) دي منو وغيرو وما حنعتمد تاني على المبلغ المقدم إذا قدم لي زول ماعندو فكرة عن إدارة المستشفيات بالطبع حيفشل لكن داير جهة تقدم بمبلغ كويس ويكون عندها قدرة على إدارة المرفق بصورة تحسن سمعتو وتذيد الفايدة منو ) قلت له وماذا عن المجمع الجراحي الجديد وبركة المياه الساكنة تحته فقال :  ( أول حاجة انا ماحضرت المرحلة الأولى منو لكن بديكي فكرة عنو المجمع ممول من وزارة المالية عن طريق إدارة الصكوك ونحن كإدارة مستشفى بدونا التمويل في يدنا المرحلة الاولى وزارة المالية قالت لناس المستشفى اعلنوا فاعلنت عن طريق إدارة التنمية بوزارة الصحة وأعلنت لشركات لإنشاء الهياكل الخرسانية قبلها أعلنت لجهة إستشارية عشان تختار الموقع وتشرف على عملية التنفيذ في النهاية انا مامهندس انا دكتور ما بفهم حاجة لابعرف تربة لابعرف حاجة من الموضوع دا لكن في جهة إستشارية تسمى شركة إتقان وكان عندها فريق بتاع إشراف بقيادة مهندس إسمو قباني هم الإختاروا الموقع مع إنو الموقع دا كان فيهو حاجات مهمة بالنسبة لي كمستشفى مثلاً بنك الدم كان في الوسط ودايماً في كل العالمبنك الدم بيكون دا موقعو يعني يكون قريب من أي زول الآن طرفنا بنك الدم شوية لانو الجهة الإستشاريه هي الإختارت الموقع اما تصميم الهيكل الخرصاني كان وقع لشركة بشريات وتم إعلان عطاء كان مابين إدارة الشراء والتعاقد بوزارة المالية وإدارة التنمية بوزارة الصحة إختاروا لينا شركة بشريات قالوا حتنفذ الهيكل الخرصاني نحن ما طرف نهائي وما وقعنا عقد مع زول الناس ديل بوقعوا عقوداتهم مع إدارة الصكوك ( الشركة السودانية لخدمات الاوراق المالية ) ديل بستلموا دفعياتهم من هناك الإستشاري مهمتو إنو يحدد نوع التربة الإختار عليها الموقع ويتأكد من صلاحيتها ودا الشئ التم تماماً ما بعرف المقولة دي جات من وين الموقع دا التنفيذ فيهو تم حسب تقرير الإستشاري بعد إنتهت المرحلة الأولى وهي الهيكل الخرساني التقرير موجود في الشركة السودانية للاوراق المالية إنو تم تنفيذ الهيكل الخرساني بكل المواصفات المطلوبة للتعامل مع التربة وما حولها وحددوا إنو في زي تصريف بتاع مجاري قديمة جوار بعض الأعمدة وتمت معالجتها يعني التقرير أمن على إنو تنفيذ الهيكل الخرساني تم بمواصفات عالية جداً من الجودة ) سالته عن الإدارة الهندسية ودورها في متابعة هذا الأمر فقال : ( دا شغل بتاع شركات كبيرة لو المجمع دا وقع مسئولية الشركة النفذتو دا إستلام مبدئي يتم التنسيق مابين إدارة الشراء والتعاقد بوزارة المالية ووزارة الصحة  مشيت بعدها فتشت تمويل للتشطيب برضوا أعلنوا وتم فرز العطاء بواسطة الجهتين ديل بتمثيل منهم وفوزوا شركة الإنجاز ونفذت المرحلة التانية من المجمع وهو التشطيب إذا كانت التكلفة الكلية زايدة ولا ناقضة انا ما مسئول منها نهائي دي قروش وزارة المالية بتعلن الإستشاري بيحدد الدفعيات الشركة السودانية للأوراق المالية بتدفع انا بحدد الحاجات العايزا )


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضحايا الإتجار بالبشر من لهم إسماعيل وأسرته ... أكثر من 17 عاماً في سجن الكفيل(3-3)

مسلسل إغتيال الأراضي الزراعية بولاية الخرطوم

السودان ... العنف الجنسي يتخلل اكبر عملية نزوح على مستوى العالم