تدريب شرطيات على التحري الجنائي


تدريب شرطيات على التحري الجنائي
الحكومة السودانية .. خطوة لمحاصرة العنف ضد النساء
** تقرير دولي : العنف على النساء والأطفال يحمل آثاراً مدمرة في المدى الطويل والقصير
** وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل تعاني من قلة العنصر النسائي في مجال التحري الجنائي
** صندوق الأمم المتحدة للإسكان : الخطوة جاءت نتيجة لتوصيات مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة
** عطيات مصطفي : عمل الشرطيات في التحري لاقى قبول من المجتمعات المحلية
** بعثة الأمم المتحدة :  تدريب شرطيات تأكيد على صدق نوايا السودان في محاصرة قضايا العنف ضد المرأة والطفل


الخرطوم : نبوية سرالختم
يعاني السودان كغيره من الدول المتأثرة بالصراعات من إنعكاسات الآثار المترتبة على تلك الصراعات  من ممارسة لكافة أنواع العنف ضد النساء والأطفال وقد أثبتت الدراسات أن ممارسة العنف على النساء والاطفال يخلق آثاراً مدمرة على حياتهم في المدى الطويل والقصير وتتفاوت أشكال العنف التي تواجه هؤلاء من شكل إلى آخر والتي تتمثل في العنف البدني والنفسي بما يشمله من تمييز وإهمال وسوء معاملة وإساءة جنسية وعقاب بدني وقد اوضحت بعض التقارير العالمية أن الإستخدام المتعمد للقوة او الطاقة البدنية بالتهديد او االإستعمال الفعلي لها من قبل أى فرد أو جماعة بحيث يؤدي او يرجح أن تؤدي إلى ضرر فعلي أو محتمل لصحة هؤلاء وربما بقائهم على قيد الحياة ونمائهم وكرامتهم .
والسودان في سعيه لتأسيس نظام قومي شامل للتصدي للعنف ضد النساء والأطفال يحميهم من جميع أشكاله تطبيقاً وإنفاذاً المعايير الدولية والوطنية في هذا الجانب ورفع الوعي المجتمعي بقضاياهم لحمايتهم من الإيذاء والإستغلال بجانب رعاية ضحايا العنف وعلاجهم وتأهيلهم نفسياً ومعالجة الآثار عليهم وإدماجهم في المجتمع والإرتقاء بالقدرات المؤسسية والحكومية التى تعمل في مجال حمايتهم مع ضمان مشاركتهم  لتمكينهم من التعبير عن أنفسهم كشركاء في كل مايتعلق بقضايا حمايتهم وتأسيس قاعدة بيانات خاصة بقضايا العنف ومجالات الحماية بالتعاون مع المراكز الدولية والإقليمية شرع نهاية العام 2005 في تأسيس وحدة خاصة بوزارة العدل للقيام بهذا الدور وهي وحدة لمكافحة العنف ضد المراة والطفل .
وظلت هذه الوحدة منذ إنشاءها تعاني من قلة العنصر النسائي في مجال التحري الجنائي في قضايا العنف التي تتعرض لها شريحة النساء والأطفال مما جعلها تشرع بالتعاون مع وزارة الداخلية و برنامج الأمم المتحدة للإسكان في تطبيق منهج قومي في مجال التحري الخاص بقضايا العنف ضد المرأة والطفل وحقوق الإنسان والقانون الدولي بتدريب 30 فرد من الشرطة النسائية  كأول دفعة تعمل كنواه لتدريب المذيد من العاملين في مجال المكافحة تمهيداً لإفتتاح المذيد من مكاتب التحري بالولايات .
وقال مدير معهد تدريب الضباط وجنود الصف بأكاديمية الشرطة محمد فرح  لدى إفتتاح الدورة التدريبية الخاصة بتطبيق هذا  المنهج صباح أمس والتي ستستمر لـ 16 يوم قال : أن هذه الدورة تهتم بشريحة من الشرطة وهي تختص بتدريس كل ما يتعلق بالعمل الجنائي والقانوني والتحريات الجنائية في قضايا العنف ضد المرأة والطفل لتمكين العنصر النسائي من مكافحة الجرائم ا لمتعلقة بالأسرة والطفل .
من جانبها قالت ممثل صندوق الأمم المتحدة للإسكان لمياء بدري أن شروع الحكومة السودانية في هذه الخطوة يأتي في سياق تأكيده على الإلتزام بأمور وضعت في الإتفاقات الدولية والإقليمية وهي خطوة جاءت نتيجة لتوصيات مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة وتعد هذه الدورة كما قالت :  الأولى من نوعها بتدريب ضابطات في الشرطة في هذا الغرض مع مراعاة أهمية النوع الإجتماعي وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل ودعت في ختام حديثها إلى ضرورة إستمرار التدريب ليشمل بجانب العنصر  النسائي رجال لرفع كفاءتهم للقيام بدورهم بتجويد وتركيز .
وتذهب إلى أنهم سيجعلون هذه الخطوة واقعاً مع الشركاء الحكوميين لتنفيذ البرامج خارج ولاية الخرطوم بدء بخمس ولايات شمالية .
وأكد الناطق الرسمي بإسم بعثة الأمم المتحدة في السودان أشرف عيسى أن شروع الحكومة السودانية في تدريب الشرطة النسائية على التحري في أصعب أشكال الجرائم وأعقدها في التقصي والإثبات دليل على  إستعدادها الصادق  للقيام بدورها في محاصرة قضايا العنف ضد المرأة مؤملاً في تصريح لـ ( الشاهد ) أن تتوج هذه الخطوة بجهود تدفع المشرع إلى مراجعة القوانين لتتفق مع القانون والجو الدولي العام مؤكداً ان قضية العنف ضد النساء ليست قاصرة على السودان وحده بل هي ظاهرة ما فتئت تلقي بضبابها على المجتمعات الإنسانية في كافة أنحاء العالم خصوصاً أنها تظهر في أشكال العنف الموجه ضد المرأة والطفل في أصعب أشكال الجريمة وأعقدها ويذهب إلى أن إهتمام الأمم المتحدة بها ممثلاً في امينها العام جاء بعد إعلانه ضرورة إيجاد آلية خاصة بالمرأة تتعامل مع قضاياها ويعكس هذا الاهتمام العالمي مع تلك القضايا ورغبة الدول الأعضاء بما فيهم السودان في التعامل مع الأمم المتحدة في التصدي لتلك الظاهرة بل خلق نوع من الجو العام والبيئة المناسبة لمحوها من المجتمعات
ويضيف : تأتي هذه الدورة تتويجاً للجهود بين الشركاء الحكوميين والدوليين لتحقيق شعور عام أن حان الوقت أن تتولى المرأة التحري في قضاياها بنفسها مما يعزز مكانتها ومركزها في المجتمع .
من جانبها قالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل بوزارة العدل دكتور عطيات مصطفى : أن ندرة الشرطة النسائية في مكاتب التحري دفعت بإدارتها إلى التفكير في وضع منهج قومي للتدريب على التحري الجنائي ليكون جزء من منهج اكاديمية الشرطة ولتأكيد إستمرارية التدريب ليشمل كافة الولايات مشيرة إلى تلقيهم الدعم المادي الكامل لتسيير برامج التدريب بالمركز والولايات من شركاء دوليين .
وتذهب عطيات إلى أن موضوع تدريب الشرطيات على التحري في قضايا العنف كان هماً كبيراً إستحوذ على إدراتها منذ إنشائها في نوفمبر 2005 ووفقاً لإختصاصات هذه الوحدة أن تقوم بعمل وحدات مماثلة في الولايات وتذهب إلى أنهم قاموا بالتنسيق مع الأمم المتحدة في عمل لجان إستشارية بداوا عن طريقها في تدريب الشرطة النسائية ووجدوا ان العدد قليل حيث تم تدريب 36 عنصر بجنوب دارفور و30 عنصر لشمال درافور  وتم إلحاق هذه الخطوة بتدريب عدد إضافي جعل هنالك شرطيتان مقابل كل معسكر وعن عمل هؤلاء الشرطيات قالت أنهن  كن يتحركن مع النساء لحمايتهن أثناء قيامهن بأنشطتهن اليومية وقد وجدت هذه الخطوة كما قالت قبول من المجتمعات المحلية وتذهب إلى أن النساء هناك يواجهن الكثير من المشاكل غير العنف الجنسي وترى ان هذه الخطوة دفعتهم إلى التوسع في تدريب الشرطيات ليشمل التحري النسائي والتي ترى انه سيتوسع ليشمل كل انحاء السودان
وكشفت عطيات لـ ( الشاهد ) أن الدفعة الأولى التي يجري تدريبها ستكون نواه للمساعدة في التدريب بالولايات مشيرة إلى تلقيهم دعم من الأمم المتحدة لإكمال برامج التدريب بالولايات وأكدت ان برامج التدريب هذه تأتي في إطار تفعيل وحدات حماية الأسرة والطفل بالولايات وإفتتاح المذيد من مكاتب التحري .
وتحدثت عطيات عن المنهج الذي سيدرس لهؤلاء الشرطيات قائلة : ان رغبتنا في توسع البرنامج ليشمل كل السودان جعلتنا نضع منهج قومي بمساعدة قيادات شرطية وأكاديمية وبالفعل تم وضع المنهج في ستة أشهر عقدت بشانه ورشة ونوقش فيها وتم الإعلان عنه في منبر إعلامي وكما قالت الخطوة الحالية تعد الخطوة الأولى في عملية إنفاذه







تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ضحايا الإتجار بالبشر من لهم إسماعيل وأسرته ... أكثر من 17 عاماً في سجن الكفيل(3-3)

مسلسل إغتيال الأراضي الزراعية بولاية الخرطوم

السودان ... العنف الجنسي يتخلل اكبر عملية نزوح على مستوى العالم